للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ليس هو في كتب حماد بن سلمة، وأيضًا فإنه منقطع، ولم يسمعه ذكوان من أم سلمة"، ثم أورد حديث أبي الوليد الطيالسي عن حماد، ثم قال: "فهذه هي الرواية المتصلة، وليس فيها: أفنقضيهما نحن؟ قال: "لا"، فصح أن هذه الزيادة لم يسمعها ذكوان من أم سلمة، ولا ندري عمن أخذها؛ فسقطت".

وقال البيهقي في المعرفة (٢/ ٢٧٢): "وهذا صريح في أن قضاء هاتين الركعتين بعد العصر، كان بعد النهي عن الصلاة بعد العصر، فلم يمكن من ادعى تصحيح الآثار على مذهبه دعوى النسخ فيه، فأتى برواية ضعيفة عن ذكوان عن أم سلمة في هذه القصة: فقلت يا رسول الله: أفنقضيهما إذا فاتتا؟ قال: "لا"، واعتمد عليها في رد ما روينا، ومعلوم عند أهل العلم بالحديث: أن هذا الحديث يرويه حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن ذكوان، عن عائشة، عن أم سلمة دون هذه الزيادة، فذكوان إنما حمل الحديث عن عائشة، وعائشة حملته عن أم سلمة، ثم كانت ترويه مرة عنها عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وترسله أخرى، وكانت ترى مداومة النبي -صلى الله عليه وسلم- عليهما، فكانت تحكي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أثبتها، قالت: وكان إذا صلى صلاة أثبتها، وقالت: ما ترك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركعتين عندي بعد العصر قط، وكانت ترى أنه كان يصليها في بيوت نسائه، ولا يصليها في المسجد مخافة أن يثقل على أمته، وكان يحب ما خفف عنهم، فهذه الأخبار تشير إلى اختصاصه بإثباتها لا إلى أصل القضاء، هذا، وطاووس يروي عنها أنها قالت: وهم عمر؛ إنما نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يتحرى طلوع الشمس وغروبها، وكأنها لما رأت النبي -صلى الله عليه وسلم- أثبتهما بعد العصر ذهبت في النهي هذا المذهب، ولو كان عندها ما يروون عنها في رواية ذكوان وغيره من الزيادة في حديث القضاء، لما وقع هذا الاشتباه، فدل على خطأ تلك اللفظة.

وقد روي عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن ذكوان، عن عائشة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي بعد العصر وينهى عنها، ويواصل وينهى عن الوصال، فهذا يرجع إلى استدامته لهما، لا إلى أصل القضاء" [وضعفها أيضًا في الخلافيات (٢/ ٢٥٤)].

٢٤ - وروى إسماعيل بن جعفر: أخبرني محمد بن أبي حرملة، قال: أخبرني أبو سلمة، أنه سأل عائشة عن السجدتين اللتين كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصليهما بعد العصر، فقالت: كان يصليهما قبل العصر، ثم إنه شغل عنهما، أو نسيهما فصلاهما بعد العصر، ثم أثبتهما، وكان إذا صلى صلاة أثبتها. قال إسماعيل: تعني: داوم عليها.

تقدم تخريجه في بيان طرق حديث أم سلمة، وهو حديث وهم فيه محمد بن أبي حرملة في ثلاثة مواضع، فراجعها هناك.

٢٥ - وروى عبيد الله بن موسى، والنضر بن شميل، وعثمان بن عمر بن فارس [وهم ثقات]:

قالوا: ثنا إسرائيل، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، قال: سألت عائشة عن صلاة

<<  <  ج: ص:  >  >>