للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن بكير بن عبد الله إلا ابنه مخرمة، تفرد به ابن وهب، ولا يروى عن أبي بشير إلا بهذا الإسناد".

وقال الدارقطني: "تفرد به مخرمة عن أبيه عن سعيد بن رافع، ولم يروه عنه غير عبد الله بن وهب".

وقال المؤمل: "هذا حديث غريب من حديث بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سعيد بن نافع، تفرد به: مخرمة عن أبيه".

قلت: هو حديث غريب من هذا الوجه، رجاله مشهورون، غير سعيد بن نافع الأنصاري: روى عنه بكير بن عبد الله بن الأشج ويزيد بن أبي حبيب، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أحمد بن صالح في ترجمة بكير بن الأشج: "روى عن سعيد بن نافع، وإذا روى بكير عن رجل فلا تسأل عنه"، وقال أيضًا: "إذا رأيت بكير بن عبد الله روى عن رجل فلا تسأل عنه، فهو الثقة الذي لا شك فيه"، وقال ابن شاهين في ثقاته:"سعيد بن نافع: روى عنه بكير ويزيد بن أبي حبيب، كان صديقًا لعمر بن عبد العزيز، وكان يلقَّب صنارة، وليس بين سعيد بن نافع وحميد بن نافع قرابة، قال ذلك أحمد بن صالح" [التاريخ الكبير (٣/ ٥١٦)، الجرح والتعديل (٤/ ٦٩)، الثقات (٤/ ٢٩١)، تاريخ أسماء الثقات (١٢٩ و ٤٣٧)، التعجيل (٣٨٥)، إكمال مغلطاي (٣/ ٢٩)، التهذيب (١/ ٢٤٨)، التنكيل (٢/ ٨٩٠)].

قلت: فمثله إذا روى ما يُعرف من الحديث يقبل منه، ويقال في مثله: صدوق، أو: لا بأس به، ولا يقال في مثله: مجهول؛ فإن رواية بكير بن الأشج عنه ترفع من شأنه، وكلام أحمد بن صالح فيه يرفع من حاله، كما أنه حفظ قصة وقعت له مع الصحابي، وهذا أدعى لضبطه لها.

وبكير بن عبد الله بن الأشج: مدني، نزيل مصر، ثقة، ومخرمة: لم يسمع من أبيه شيئًا، وروايته عنه إنما هي من كتاب أبيه وجادة [تقدم الكلام عليه تحت الحديث المتقدم برقم (٢٠٧)] [وانظر: تخريج أحاديث الذكر والدعاء برقم (٤٥٩) (٣/ ٩٩٩) و (٥٢٩) (٣/ ١٠٨١ - ١٠٨٢)]، وكثيرًا ما يدخل الخلل والوهم والخطأ على المحدث إذا روى من صحيفة وجدها ولم يسمعها، وهذا الحديث عندي محفوظ مع غرابته؛ لكونه مرويًا من وجوه صحاح، فهو حديث حسن غريب، والله أعلم.

٩ - حديث زيد بن ثابت:

رواه عفان بن مسلم، وحبان بن هلال، وهدبة بن خالد [وهم ثقات أثبات]:

عن همام [هو: ابن يحيى العوذي: ثقة]، قال: حدثنا قتادة، عن ابن سيرين [وفي رواية هدبة: عن محمد بن سيرين]، عن زيد بن ثابت؛ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يصلى إذا طلع قرن الشمس، أو غاب قرنها، وقال: "إنها تطلع بين قرني شيطان"، أو: "من بين قرني الشيطان". لفظ عفان.

<<  <  ج: ص:  >  >>