للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخرجه أحمد (٥/ ١٩٠)، وأبو يعلى (١/ ٤٦٨/ ٨٦٩ - إتحاف الخيرة)، والطحاوي (١/ ١٥١)، [الإتحاف (٤/ ٦٥٢/ ٤٨٤٠)، المسند المصنف (٨/ ٢٥٥/ ٤١٠٥)].

نقل ابن حجر في الإتحاف عن أبي جعفر الطحاوي قوله: "هو محمد بن سعد بن أبي وقاص"، قلت: لم أجده في المطبوع، ولا وجده المحشي على الإتحاف، ثم وجدته في نخب الأفكار (٣/ ١٨٦)، وإنما ورد في شرح المعاني مهملًا، فاجتهد الطحاوي في تمييزه، واعترض عليه بدر الدين العيني في النخب، وهو عند أحمد وأبي يعلى كما نقلت هنا مميزًا، بما يزيل الإشكال، وقد وضع ابن حجر الحديث في أطراف المسند (٢/ ٣٩٦/ ٢٤٧١) في ترجمة محمد بن سيرين عن زيد، ثم أخطأ في الإتحاف فجعله في ترجمة محمد بن سعد بن أبي وقاص عن زيد، والله أعلم.

ولم يذكر علي بن المديني ابنَ سيرين فيمن لقي زيد بن ثابت [العلل (١٢٣ - ١٣١)، تاريخ دمشق (٢٥/ ٤٨)]، وإن كان التأريخ يدل على أن ابن سيرين أدرك بضع عشرة سنة من حياة زيد، وعلى قولٍ: يكون أدرك ما يزيد على عشرين سنة، ووقع في بعض المصادر ما يدل على سماعه منه [التاريخ الأوسط (١/ ٢٠٨/ ٣٥٥)، تاريخ دمشق (٥٣/ ١٨٢)، التهذيب (٣/ ٥٨٦)]، ولم أقف على ذلك في الأسانيد.

وأما ما وقع في التهذيب (٣/ ٥٨٦): "وقال البخاري: حج ابن سيرين زمن ابن الزبير فسمع منه، وسمع من زيد بن ثابت، وهو أكبر من أخيه أنس، ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان"، فلم أجده في تواريخ البخاري فيما يتعلق بسماعه من زيد، وإنما الذي في التاريخ الكبير (١/ ٩٠): "حججت زمن عبد الله بن الزبير، فسمعت ابن الزبير"، حسب، ورواه من طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٣/ ١٧٥)، فلم يزد على ذلك شيئًا.

فإن كان ابن سيرين سمع من زيد بن ثابت، فهو حديث صحيح، والله أعلم.

* وروي معناه من وجه آخر موقوفًا:

رواه أبو عمرو محمد بن القاسم بن سنان الدقاق بالمصيصة: ثنا هارون -يعني: ابن زياد الحنائي-: ثنا الحارث -يعني: ابن عمير-، عن أيوب، عن ابن سيرين؛ أن أبا أيوب كان يصلي بعد العصر ركعتين، فنهاه زيد بن ثابت، فقال: إن الله لا يعذبني على أن أصلي، ولكن يعذبني على أن لا أصلي، فقال: إني آمرك بهذا، وأنا أعلم أنك خيرٌ مني، قال: ما عليك بأس أن تصلي ركعتين بعد العصر، ولكني أخاف أن يراك من لا يعلم فيصلي في الساعة التي حرم فيها الصلاة.

أخرجه أبو أحمد الحاكم في فوائده (٥٦)، ومن طريقه: ابن عساكر في تاريخ دمشق (١٦/ ٤٩).

وهذا غريب من حديث أيوب السختياني، ثم من حديث الحارث بن عمير، وهو: ثقة من أصحاب أيوب، وله مناكير عن غيره [تقدم الكلام عليه تحت الحديث رقم (٦٩ و ٤٨٦) وقد تفرد به عنه: هارون بن زياد بن بشر الحِنَّائي المصيصي: ذكره ابن حبان في

<<  <  ج: ص:  >  >>