للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن طاووس، عن ابن عباس؛ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الصلاة بعد العصر.

وفي رواية الشافعي وعبيد الله بن سعيد وسعدان: قال: كان طاووس يصلي ركعتين بعد العصر، فقال له ابن عباس: اتركهما، قال: إنما نهي عنها أن تتخذ سُلَّمًا [وفي رواية سعدان: سنة] [أن يوصل ذلك إلى غروب الشمس]، قال ابن عباس: فإنه قد نهي [وفي رواية الشافعي: فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد نهى] عن صلاة بعد العصر، فلا أدري أتُعذَّب عليها أم تؤجَر؛ لأن الله تعالى يقول: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} الآية.

قال سفيان: تتخذ سلمًا؛ يقول: يصلي بعد العصر إلى الليل.

أخرجه النسائي في المجتبى (١/ ٢٧٨/ ٥٦٩)، وفي الكبرى (١/ ٣٦٨/٢٢٣)، والدارمي (٤٦٨ - ط. البشائر)، والحاكم (١/ ١١٠) (١/ ٢٥٦/ ٣٧٨ - ط. الميمان)، وابن أبي عمر العدني في مسنده (٣/ ٢٧٤/ ٢٩٥ - مطالب)، وسعدان بن نصر في جزئه (١٦٢)، والفاكهي في أخبار مكة (١/ ٢٦٤/ ٥٢١)، والبزار (١١/ ١٤٢/ ٤٨٧١)، وأبو جعفر ابن البختري في ستة مجالس من أماليه (٣٩)، والبيهقي (٢/ ٤٥٣)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (٢/ ١١٨٣/ ٢٣٣٩)، والخطيب في الفقيه والمتفقه (١/ ٣٨٠)، [التحفة (٤/ ٤٣٩/ ٥٧٦١)، الإتحاف (٧/ ٢٥٨/ ٧٧٧٦)، المسند المصنف (١١/ ٤٤٧/ ٥٤٧٨)].

قال البزار: "ولا نعلم أسند عامر بن مصعب، عن طاووس، عن ابن عباس غير هذا الحديث، ولا رواه عنه إلا ابن جريج، ولا أسند هشام بن حجير، عن طاووس، عن ابن عباس غير هذا الحديث، ولا نعلم رواه عنه إلا سفيان بن عيينة".

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، موافق لما قدَّمنا ذكره من الحث على اتباع السُّنَّة، ولم يخرجاه بهذه السياقة".

قلت: ليس هو على شرط الشيخين، وإن أخرجا لهشام بن حجير؛ إنما انتقيا من حديثه ما توبع عليه، وصح عندهما، وهو هنا قد توبع على روايته عن طاووس، تابعه من هو أدنى منه، أو قريب منه؛ عامر بن مصعب، وإن كان هشام أكثر شهرة منه، لكن تتابعهما على روايته عن طاووس يشعر بكونه محفوظًا، وقد خولفا في رفعه:

* فقد روى يحيى بن إسحاق السالحيني: ثنا وهيب [هو: ابن خالد: ثقة ثبت]، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس؛ أنه كان يكره الصلاة بعد العصر.

أخرجه أبو العباس السراج في مسنده (١٥٢١)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (٢٢٨٣).

قلت: وهذا غريب من حديث وهيب بن خالد، حيث يتفرد به عنه: يحيى بن إسحاق السالحيني، وهو: ثقة يحفظ حديثه؛ إلا أن له غرائب وأوهام، والله أعلم [التهذيب (٤/ ٣٣٨)، تذكرة الحفاظ (١/ ٣٧٦)، السير (٩/ ٥٠٥)، علل الدارقطني (١٠/ ٦٧)، علل ابن أبي حاتم (٣٢٧ و ٣٣٤)] [وانظر في أوهامه: الحديث المتقدم برقم (٨٤٥)، الشاهد رقم (٥)، وما تحت الأحاديث (٣٣٩ و ٥١٨ و ٥٣٧)].

<<  <  ج: ص:  >  >>