للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا لفظ معاذ بن هشام عن أبيه، عند الدارمي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا معاذ بن هشام به؛ فقال فيه: ستة عشر شهراً، وتابعه على ذلك: عبيد الله بن عمر القواريري عن معاذ به، عند ابن أبي حاتم، فقال فيه: ستة عشر شهراً، وقد أخرجه مسلم عن محمد بن المثنى عن معاذ به فلم يسق لفظه، وإنما أحال على لفظ ابن أبي عدي عن ابن أبي عروبة، دون أن ينبه على مخالفة حديث هشام لحديث ابن أبي عروبة، والذي ساقه مسلم بتمامه وفيه: وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهراً في السماء.

كما لم ينبه أيضاً على هيئة الإيتار بسبع حيث جعله هشام يجلس في السادسة ثم السابعة، بينما في رواية ابن أبي عروبة: فلما أسن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخد اللحم صلى سبع ركعاتٍ لا يقعد إلا في آخرهن.

وفي رواية النسائي وابن نصر [من طريق إسحاق بن راهويه أيضاً]: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما كبر وضعف أوتر بسبع ركعات، لا يقعد إلا في السادسة، ثم ينهض ولا يسلم فيصلي السابعة، ثم يسلم تسليمة، ثم يصلي ركعتين وهو جالس.

وكذا رواه البيهقي من طريق أبي قدامة عبيد الله بن سعيد السرخسي عن معاذ بن هشام به في الجلوس في السادسة.

وقد رواه ابن خزيمة (١١٢٧) عن بندار عن معاذ بن هشام به ولم يسق لفظه، دون أن ينبه على مخالفته للفظ الجماعة في قولهم: وأمسك الله خاتمتها، اثني عشر شهراً في السماء.

ورواه الطحاوي من طريق: عمرو بن أبي رزين، عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى؛ أن سعد بن هشام سأل عائشة، فقال: يا أم المؤمنين أخبرينا عن قيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: ألست تقرأ {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}؟ قال: قلت: بلى، قالت: فإنه أنزل أول السورة فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه حتى انتفخت أقدامهم، وحبست خاتمتها اثني عشر شهراً في السماء، ثم نزلت الرخصة، فكان قيام الليل تطوعاً بعد فريضة.

وقد رواه الطيالسي عن هشام بطرفين منه، دون موضع الاختلاف.

وأما لفظ أزهر [عند أحمد]: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوتر صلى ركعتين وهو جالس.

وكذلك رواية عبد الصمد [عند ابن خزيمة (٢/ ١٤٣)] مختصرة: ثم يسلم تسليمةً يسمعُنا.

* قلت: الكلام على رواية هشام الدستوائي من حديث اتفاقها واختلافها مع بقية أصحاب قتادة من وجوه:

* الأول: قوله في رواية ابنه معاذ: وحُبِس آخرُها في السماء ستةَ عشرَ شهراً، وهذا وهم؛ ويغلب على ظني أنه من معاذ بن هشام، فقد كان يغلط في الشيء بعد الشيء مع صدقه، وقد قال فيه ابن معين مرة: "ليس بذاك القوي" [انظر: التهذيب (٤/ ١٠٢) وغيره]، وله عن أبيه أوهام عُدَّت عليه، تقدم بعضها معنا في فضل الرحيم (٦/ ٢٧٠/ ٥٤٩) و (٨/ ٣٤/ ٧٠٣) و (٨/ ٣٨/ ٧٠٤) و (٨/ ٢٧١/ ٧٤٥) والحديث المتقدم برقم (١١٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>