للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مما يدل على أن هذا الحديث ليس مما صح سماع ميمون فيه من الحسن.

وقال أحمد بن حنبل: "ما أرى به بأساً، وكان يدلس، وكان لا يقول: حدثنا الحسن " [العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٥٢٣/ ٣٤٥٠)، ضعفاء العقيلي (٤/ ١٨٦)، الجرح والتعديل (٨/ ٢٣٧)، الكامل لابن عدي (٦/ ٤١٥)، التعليقات على المجروحين (٣٤٣)، تاريخ أسماء الثقات (١٤٠٤)].

وهذا مما وقع في حديثنا هذا، حيث لم يذكر فيه سماعاً من الحسن، لا سيما وقد ثبت أنه دلس حديثاً عن الحسن، أخذه عن خالد العبد، وخالد العبد: كذاب، يضع الحديث [التاريخ الكبير (٣/ ١٦٥)، التاريخ الأوسط (٢/ ١٢٧/ ٢٠٣٤)، الجرح والتعديل (٨/ ٢٣٧)، ضعفاء العقيلي (٢/ ١٢)، الكامل لابن عدي (٣/ ٢٣)، اللسان (٣/ ٣٥٠)].

وقال البخاري: "قال أبو الوليد: أخرج إلينا ميمون كتاباً، قال: إن شئتم حدثتكم بما سمعت منه - يعني: من الحسن -، وإن شئتم لفقت فيه من كلٍّ، قلنا: حدثنا ما سمعت، فحدثنا بأربعة أشياء ليس فيها إسناد" [التاريخ الكبير (٧/ ٣٤١)، التاريخ الأوسط (٢/ ١١٤/ ١٩٨٦)].

وهذا يفسر قول البخاري في التاريخ الكبير: "سمع الحسن"؛ يعني: سمع منه بعض المقاطيع، وبذا يتفق مع قول أحمد عنه: "وكان لا يقول: حدثنا الحسن"؛ يعني: فيما أسنده الحسن، ومنها هذا الحديث، إذ لم يذكر فيه سماعاً، والأصل عدم سماعه من الحسن إلا شيئاً يسيراً بلا إسناد، والله أعلم.

ويؤيد ذلك قول أبي داود حين سأله الآجري (٩٣٢)، قال: "قلت لأبي داود: ميمون المرائي؟ قال: ليس به بأس، قلت: هو أبو موسى؟ قال: أُراه، روى عن الحسن ثلاثة أشياء؛ يعني: سماعاً لا، قلت: وليس هذا منها.

وقال العقيلي بعد أن أخرجه في ترجمة ميمون بن موسى المرئي: "لا يتابع على رفعه، وغيره يرويه عن أم سلمة فعلها قلت: وهذه علة أخرى.

وقال ابن عدي: "وميمون هذا: عزيز الحديث، وإذا قال: حدثنا، فهو صدوق؛ لأنه كان متهماً في التدليس".

قلت: ميمون بن موسى المرئي: ليس من أصحاب الحسن البصري، كما أنه مختلف فيه، فممن رآه صدوقاً، لا بأس به: أحمد، وعمرو بن علي الفلاس، وأبو حاتم، وأبو داود، وضعفه: الفلاس - في رواية عنه -، وقال النسائي: "ليس بالقوي"، وكذا قال أبو أحمد الحاكم، وقال الدارقطني: "ليس بقوي"، وذكره العقيلي في الضعفاء، واختلف فيه قول ابن حبان، فذكره مرة في الثقات من روايته عن أبيه، ثم أعاده في المجروحين لكن من روايته عن الحسن، وقال: "منكر الحديث، يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد"، فكأنه أنكر عليه ما يرويه عن الحسن خاصة، وهو مشهور بالتدليس، حتى قال فيه ابن عدي: "إذا قال: حدثنا، فهو صدوق؛ لأنه كان

<<  <  ج: ص:  >  >>