للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأوهامه مبثوثة في كتب العلل وغيرها، ذكر طرفًا منها ابن أبي حاتم والدارقطني، وقد نص الدارقطني على وهمه على الثوري في مواضع كثيرة من العلل [انظر مثلًا: علل الدارقطني (٣/ ٧٧/ ٢٩٤) و (٤/ ٦٨/ ٤٣٤) و (٤/ ٧٨/ ٤٣٩) و (٤/ ١٤٣/ ٤٧٤) و (٤/ ٦٤٨/٣٨٦) و (٤/ ٤١١/ ٦٦٣) و (٥/ ٥٠/ ٦٩٥) و (٥/ ١٢٠/ ٧٦٤) و (٥/ ١٩٦/ ٨١٧) و (٥/ ٣١٩/ ٩١٠) و (٨/ ١١/ ١٣٧٦) و (١٠/ ٩٣/ ١٨٨٨ و (١١/ ٧٩/ ٢١٣٦) و (١٢/ ٢٤٦/ ٢٦٧٤) و (١٢/ ٣٢٤/ ٢٧٥٧) و (١٢/ ٤٢٣/ ٢٨٥٦) و (١٣/ ٢١٢/ ٣١٠٤) و (١٣/ ٤٠٢/ ٣٢٩٧) و (١٥/ ٢٠١/ ٣٩٤٧)]، ولعل الدارقطني لينه لأجل وقوفه على هذه الأوهام؛ فإنه لما سئل عنه قال: "ليس بالقوي" [سؤالات السلمي (٣٢٨)]، وقول ابن معين فيه قريب من الصواب، فإنه لما سئل عن أصحاب الثوري، وتكلم في الترجيح بين أكابرهم كيحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع وأبي نعيم، ثم انتقل الدارمي بعد ذلك فقال لابن معين: "قلت: فمعاوية بن هشام؟ فقال: صالح وليس بذاك، قلت: والزبيري؟ أعني: أبا أحمد، فقال: ليس به بأس"، وهكذا رفع ابن معين من شأن أبي أحمد الزبيري في الثوري، بينما حط من شأن معاوية، لما له من أوهام كثيرة عن الثوري [تاريخ ابن معين للدارمي (٩٠ - ٩٥) قلت: وهو في الجملة صدوق؛ كما قال أبو حاتم وغيره، لكنه كثير الخطأ في حديث الثوري [الجرح والتعديل (٨/ ٣٨٥)، التهذيب (٤/ ١١٢)]، وقد استغرب له ابن عدي حديثين تفرد بهما عن الثوري، وخطاه في حديث تفرد به عن مالك، ثم قال: "ولمعاوية بن هشام غير ما ذكرت حديث صالح عن الثوري، وقد أغرب عن الثوري بأشياء، وأرجو أنه لا بأس به" [الكامل (٦/ ٤٠٧)].

والحاصل: فإن هذا الحديث قد اشتهر من حديث حصين، ولم يُعرف عن الثوري إلا من هذا الوجه، والله أعلم.

* وانظر في الغرائب: ما أخرجه الدارقطني في الأفراد (١/ ٤٥٤/ ٢٤٨٤ - أطرافه).

ج- خالف فأسقط من الإسناد علي بن عبد الله: زيد بن أبي أنيسة [وعنه: عبيد الله بن عمرو]، عن حبيب بن أبي ثابت، عن محمد بن علي، عن ابن عباس، قال: استيقظ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستن، ... وساق الحديث.

أخرجه النسائي في المجتبى (٣/ ٢٣٧/ ١٧٠٦)، وفي الكبرى (١/ ٢٣٧/ ٤٠٣) و (٢/ ١٣٦/ ١٣٤٧)، بإسناد صحيح إلى عبيد الله بن عمرو به.

[التحفة (٤/ ٦٩٩/ ٦٤٤٤)، المسند المصنف (١١/ ٥٦٤٧/ ٦٤٥)].

قلت: زيد بن أبي أنيسة: ثقة حافظ، ولا يضر تفرد عبيد الله بن عمرو الجزري الرقي عنه؛ فهو: ثقة فقيه، كان راويةً لزيد بن أبي أنيسة [انظر: التهذيب (٣/ ٢٤)] [وانظر للفائدة: الطريق رقم (٢٨) تحت الحديث السابق برقم (١٢٩٥)، المعجم الكبير للطبراني (١٠/ ٢٧٩/ ١٠٦٥٥)].

<<  <  ج: ص:  >  >>