ثم إن عبد الباقي بن قانع: مصنف مشهور، صاحب معجم الصحابة، كان حافظًا، وثقه جماعة، وتكلم فيه بعضهم لأوهام وقعت له، وكان اختلط قبل موته بسنتين [انظر: تاريخ بغداد (١١/ ٨٨)، السير (١٥/ ٥٢٦)، الميزان (٢/ ٥٣٢)، البداية والنهاية (١١/ ٢٤٢)، المحلى (٦/ ١٨٦) و (٧/ ٣٨) و (١٠/ ٣٧٩)، اللسان (٣/ ٤٦٩)، وغيرها] [سؤالات السهمي (٣٣٤)، سؤلات السلمي (١٩٠)، السنن للدراقطني (١/ ١٨١)].
ورواه سماك بن حرب، واختلف عليه:
• فرواه زهير بن معاوية [ثقة ثبت، روى له مسلم عن سماك]، وأبو عوانة [ثقة ثبت، روى له مسلم عن سماك]:
حدثنا سماك، عن النعمان بن سالم، قال: سمعت أوسًا، يقول: دخل علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن في قبته في مسجد المدينة، فأتاه رجلٌ فسارَّه بشيء لا ندري ما يقول، فقال:"اذهب فقل لهم يقتلوه"، ثم قال:"لعله يشهد أن لا إله إلا الله"، قال: نعم، قال:"اذهب فقل لهم يرسلوه، فإني أُمِرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها حرمت عليَّ دماؤهم وأموالهم إلا بأمر حق، وكان حسابهم على الله عزَّ وجلَّ".
أخرجه النسائي في المجتبى (٧/ ٨٠/ ٣٩٨١)، وفي الكبرى (٣/ ٤١٥/ ٣٤٢٩)، وأبو يعلى (١٢/ ٢٧٣/ ٦٨٦٢)، والطبراني في الكبير (١/ ٢١٨/ ٥٩٣ و ٥٩٤)، وأبو نعيم في الحلية (١/ ٣٤٨). [التحفة (١/ ٧٤٦/ ١٧٣٨)، المسند المصنف (٤/ ٢٣/ ١٩٠٣)].
قال أبو نعيم:"رواه شعبة، وأبو عوانة، عن سماك نحوه، وقال شعبة في حديثه: كنت في أسفل القبة"، كذا قال.
قلت: هذا الوجه هو المحفوظ عن سماك، وقد تابع فيه شعبة عن النعمان، وهو المحفوظ عن النعمان بن سالم بسماعه إياه من أوس بن حذيفة.
• • ورواه عبد الرزاق بن همام [ثقة حافظ مصنف]، وعبيد الله بن موسى [كوفي ثقة، قال أبو حاتم:"عبيد الله: أثبتهم في إسرائيل". التهذيب (٣/ ٢٨)، الجرح والتعديل (٥/ ٣٣٥)]:
عن إسرائيل بن يونس [ثقة، روى له مسلم عن سماك]، قال: أخبرني سماك بن حرب، عن النعمان بن سالم، عن رجل [حدثه]، قال: دخل علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونحن في قبة في مسجد المدينة، فأخذ بعمود القبة، فجعل يحدثنا، إذ جاءه رجلٌ فسارَّه، لا أدري ما يسارُّه به، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اذهبوا به فاقتلوه"، قال: فلما قفَّا الرجل دعاه، فقال:"لعله يقول: لا إله إلا الله؟ "، قال: أجل، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "فاذهب فقل لهم يرسلونه، فإنه أوحي إليَّ: أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوا: لا إله إلا الله، حرمت عليَّ دماؤهم وأموالهم إلا بالحق، وكان حسابهم على الله".
أخرجه النسائي في المجتبى (٧/ ٨٠/ ٣٩٨٠)، وفي الكبرى (٣/ ٤١٤/ ٣٤٢٨)، وعبد الرزاق (١٠/ ١٦٣/ ١٨٦٨٩). [التحفة (١/ ٧٤٦/ ١٧٣٨)، المسند المصنف (٤/ ٢٤/ ١٩٠٣)].