للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: هكذا فرَّق ابن معين بين الحكم على هذا الإسناد، حيث قبله في الجملة بقوله: "صالح"، يعني: أنه صالح في الشواهد والمتابعات، بينما ردَّ ما تفرد به أبو يعلى الطائفي في هذا الحديث، فقال: "حديث ليس بالقائم".

° وقال ابن أبي حاتم في العلل (٢/ ٤٤/ ٢٠٣): "وسألت أبي عن حديث أبي برزة، وعبد الله بن مسعود، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه نهى عن السمر والحديث بعد العشاء؟ [راجع حديث أبي برزة: في فضل الرحيم الودود برقم (٣٩٨)، وقد أخرجه البخاري (٥٤١ و ٧٧١)، ومسلم (٦٤٧/ ٢٣٥ و ٢٣٦)، والشاهد منه قوله: وكان يكره النوم قبلها، والحديث بعدها].

وحديث أوس بن حذيفة: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأتينا بعد العشاء يحدثنا، وكان أكثر حديثه تشكيه قريشًا؟

قال أبي: حديث أبي برزة أصح من حديث أوس بن حذيفة".

وتسهل فيه ابن كثير، فقال في فضائل القرآن (١٤٨): "وهذا إسناد حسن".

قلت: وفي المقابل: فإن عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى قد روى من حديث عائشة خلاف حديثه عن أوس بن حذيفة، بما يوافق حديث أبي برزة في ترك السمر بعد العشاء، وهو أيضًا أصح من حديثه عن أوس:

فقد روى أبو داود الطيالسي، وأبو أحمد الزبيري، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وأبو عامر العقدي:

حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي: حدثنا عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ما نام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل العشاء، ولا سمر بعدها.

أخرجه الطيالسي (٣/ ٣٨/ ١٥١٧)، وأحمد (٦/ ٢٦٤)، وسمويه في فوائده (٤٠) [وفي سنده غلط من النساخ]. وابن ماجه (٧٠٢)، وأبو يعلى (١٨/ ٢٨/ ٤٧٨٤)، وأبو نعيم الأصبهاني في تسمية ما انتهى إليه عاليًا عن الفضل بن دكين (٢٥)، والبيهقي (١/ ٤٥١). [التحفة (١١/ ٦٧٧/ ١٧٤٩٧)، المسند المصنف (٣٧/ ٧٦/ ١٧٧٥٣)].

وهذا إسناد حسن غريب؛ لأجل تفرده به عن ابن القاسم.

وهذا الحديث مروي عن عائشة من وجوه، منها:

أ- جعفر بن سليمان [الضبعي البصري: صدوق، وعنه: حميد بن مسعدة، وهو: ثقة]، ويحيى بن سليم الطائفي [صدوق، سيئ الحفظ]:

قال جعفر: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، قال: سمعتني عائشة وأنا أتكلم بعد العشاء الآخرة، فقالت: يا عري ألا تريح كاتبك، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يكن ينام قبلها، ولا يتحدث بعدها.

ولفظ يحيى بن سليم: سمعتني عائشة وأنا أتكلم بعد العشاء، فقالت: ما هذا السمر يا عرية؟ ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نائمًا قبلها، ولا متحدثًا بعدها، إما نائمًا فيسلم، وإما مصليًا فيغنم.

<<  <  ج: ص:  >  >>