للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا زهير"، قلت: قد تابعه إسرائيل كما ترى، وهو مشهور عن إسرائيل.

قلت: هذا التفصيل في ذكر القرائن والنظائر من السور على الوجه المذكور في رواية إسرائيل: يحتمل أن يكون من قبل علقمة، أو من قبل الأسود بن يزيد، أو منهما معاً، وهذا يجعل احتمالَ الانقطاع قائماً في هذه الزيادة من حديث أبي إسحاق، في شقه الأخير المتعلق بتسمية السور، وتأليفها على هذا الوجه:

وذلك لأن أبا إسحاق السبيعي لم يسمع من علقمة شيئاً.

وقد ثبت في حديث أبي وائل عن ابن مسعود [الآتي ذكره في طرق الحديث]، أن علقمة دخل على ابن مسعود وساله عن النظائر فأخبره بها:

فقد روى الأعمش، عن أبي وائل، قال: جاء رجل يقال له نهيك بن سنان إلى عبد اللّه، ... فذكر الحديث، وفي آخره: فجاء علقمة ليدخل عليه، فقلنا له سله عن النظائر التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بها في ركعة، فدخل عليه فسأله، ثم خرج علينا، فقال: عشرون سورة من [أول] المفصل، في تأليف عبد الله [رواية أبي معاوية عند مسلم، ويأتي ذكره قريبًا].

قال شعبة: "كنت عند أبي إسحاق الهمداني، فقيل له: إن شعبة يقول: إنك لم تسمع من علقمة شيئاً، قال: صدق" [التاريخ الأوسط (١/ ٣٢٦/ ١١٥٦٧)، المعرفة والتاريخ (٢/ ١٠٩ و ٥٦٢)، المراسيل (٥٢٥)، الكامل (١/ ٧٣)، الحلية (٧/ ١٥٢)، السنن الكبرى للبيهقي (٨/ ٧٦)، المعرفة (٦/ ٢٠٣)، الخلافيات (٧/ ٢١/ ٤٨٧٠)].

وقال يحيى بن معين وأبو حاتم وأبو زرعة والنسائي والدارقطني والبيهقي: "أبو إسحاق لم يسمع من علقمة شيئًا" [تاريخ ابن معين للدوري (٣/ ٤٢٩/ ٢١٥٦)، المراسيل (٥٢٤)، علل الدارقطني (٥/ ٣١٢/ ٩٠٤)، الخلافيات (٧/ ٢١)، القراءة خلف الإمام (٢١٢)، تحفة الأشراف (٦/ ٢٦١/ ٩١٨٢)، تحفة التحصيل (١٢٤٥)].

وقال ابن معين أيضًا: "أبو إسحاق قد رأى علقمة ولم يسمع منه" [تاريخ ابن معين للدوري (٣/ ٣٤٩/ ١٦٩٠)، السنن الكبرى للبيهقي (٨/ ٧٦)، المعرفة (٦/ ٢٠٢)، الخلافيات (٧/ ٢١/ ٤٨٧١)، تاريخ دمشق (٤٦/ ٢٢٣)].

وقال ابن المديني: "وأبو إسحاق لم يسمع من علقمة، إنما رآه يصلي وعليه مستقة" [المعرفة والتاريخ (٢/ ١٤٩)].

وعلى هذا فإن الحديث لا يثبت بهذا التفصيل؛ لاحتمال انقطاعه، ولعدم مجيئه هكلذا مفصلاً من وجه يثبت، ويأتي الكلام على كل وجه في موضعه، ولا يتقوى مثله باجتماع طرقه لنكارتها، والله أعلم.

* وأما قوله في الحديث:

أتى ابنَ مسعود رجلٌ، فقال: إني أقرأ المفصلَ في ركعةٍ، فقال: أهذًّا كهذِّ الشّعر، ونثراً كنثرِ الدَّقَل؟ لكن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ النظائر، السورتين في ركعة،

<<  <  ج: ص:  >  >>