للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والثاني: والذي كنى عنه بقوله: وفلان [كما في رواية البخاري]، هو: مجالد بن سعيد، وهو: ليس بالقوي، والأكثر على تضعيفه [التهذيب (٤/ ٢٤)].

والثالث: أبهمه بقوله: ورجل ثالث، وعادة الحفاظ، ومنهم هشيم، لا يكنون عن الثقات، ولا يبهمونهم، فإنه إن كان مرضيًا عندهم سموه، وإن كان غير مرضي أبهموه أو كنوا عنه، وهشيم في العادة لا ينسى من حدثه، فإنه حافظ ثبت، وقد قدمه بعضهم على سفيان الثوري وشعبة وأبي عوانة ويزيد بن هارون في حفظ الحديث، فإن قيل: قد يكون الأبهام من قبل بعض المصنفين كما فعل ابن حبان في الحديث الآتي، فيقال: نعم؛ يحتمل أن البخاري تعمد إبهام مجالد بن سعيد لكونه ليس من شرطه، وكذلك فعل النسائي، وذلك لكونه وقع مسمى في الإسناد في رواية جماعة، وأما الرجل الثالث، فإن إبهامه وقع من قِبل هشيم نفسه، والله أعلم.

والمقصود من هذا البيان: أنه يحتمل أن هشيمًا لم يأت فيه بلفظ المغيرة، وإنما رواه بلفظ مجالد، أو بلفظ هذا المبهم الثالث، بدليل أن أبا عوانة وعلي بن عاصم قد روياه عن مغيرة تامًا بدون التثليث، ورواه عاصم بن أبي النجود عن الشعبي بدون التثليث أيضًا، فدل على عدم ثبوت هذه الزيادة، وأنها ليست من حديث مغيرة، بل ليست من حديث الشعبي، ولا من حديث وراد، وهم فيها بعض الضعفاء، وقد روى هذا الحديث عن وراد جماعة من الثقات؛ فلم يأتوا فيه بهذه الزيادة، بتثليث العدد، مثل: المسيب بن رافع، وعبد الملك بن عمير، وعبدة بن أبي لبابة، ورجاء بن حيوة، والقاسم بن مخيمرة، والله أعلم [وممن قال بعدم ثبوت زيادة التثليث في حديث هشيم هذا: العلامة المحدث الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة الضعيفة (١٢/ ٢١٣/ ٥٥٩٨)].

• وقد رواه يحيى بن أبي بكير [الكرماني: ثقة]، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا داود بن أبي هند وغيره [وفي رواية الطبراني: عن داود ومجالد]، عن الشعبي، قال: أخبرني وراد؛ أن معاوية كتب إلى المغيرة أنِ: اكتب إليَّ بشيء سمعته من رسول الله صلى، فكتب إليه: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول حين يفرغ من صلاته: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللَّهُمَّ لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد".

أخرجه ابن حبان (٥/ ٣٤٧/ ٢٠٠٦)، والطبراني في الكبير (٢٠/ ٣٨٣/ ٨٩٨)، وفي الدعاء (٦٨٤). [الإتحاف (١٣/ ٤٤٤/ ١٦٩٨٥)، المسند المصنف (٢٥/ ١١٠/ ١١٢٦٢)].

قال ابن حبان: "قال لنا أحمد بن يحيى بن زهير: داود بن أبي هند ومجالد عن الشعبي، وأنا قلت: وغيره؛ لأن مجالدًا تبرأنا من عهدته في كتاب المجروحين".

° وفي هذا الطريق فائدتان: الأولى: تسمية شيخ ثالث لهشيم في هذا الحديث، وهو داود بن أبي هند، وهو: ثقة متقن، من أصحاب الشعبي، ولا أظنه المبهم الثالث في الرواية السابقة؛ لما سبق تقريره.

<<  <  ج: ص:  >  >>