للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المغيرة بن شعبة، وهو الذي حضر هذه الواقعة وكتبها ورواها؛ نعم الشعبي سمع المغيرة بن شعبة [وروايته عنه عند مسلم (١٨٩)]، لكن ثبته في هذا الحديث هو وراد كاتب الكتاب إلى معاوية، وراوي الواقعة، وتُقدَّمُ هنا رواية من زاد في الإسناد رجلًا، هشيم وعلي بن عاصم عن المغيرة، وعاصم بن أبي النجود، كلاهما عن الشعبي عن وراد.

وهنا يمكن القول: بأن هشيم بن بشير، وعلي بن عاصم قد حفظا وضبطا إسناد هذا الحديث، وقصر في متنه هشيم ولم يضبطه، بينما ضبط أبو عوانة وعلي بن عاصم المتن وأحكماه، ثم قصر أبو عوانة في ضبط الإسناد، فزاد فيه ونقص، وحديث عاصم بن أبي النجود عن الشعبي حكم بينهم في ذلك، والله أعلم.

• فقد رواه شيبان بن عبد الرحمن النحوي [ثقة]، وأبو حمزة السكري [محمد بن ميمون المروزي: ثقة ثبت]:

عن عاصم بن أبي النجود عن الشعبي، عن وراد، عن المغيرة بن شعبة، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا انصرف من الصلاة قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللَّهُمَّ لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد".

أخرجه الطبراني في الكبير (٢٠/ ٣٨٤/ ٨٩٩)، وفي الدعاء (٦٨٥)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٤/ ٣٧١).

هكذا رواه عن أبي معاوية شيبان بن عبد الرحمن النحوي: الحسن بن موسى الأشيب، وهو: ثقة، قال فيه أحمد: "هو من متثبتي أهل بغداد" [التهذيب (١/ ٤١٥)].

• خالفه فقصر بإسناده: أبو النضر [هاشم بن القاسم: ثقة ثبت]: ثنا أبو معاوية [هو: شيبان بن عبد الرحمن]، عن عاصم، عن وراد، عن المغيرة بن شعبة، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا انصرف من الصلاة، قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللَّهُمَّ لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد".

وكره: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال، ونهى عن وأد البنات، وعقوق الأمهات، ومنع وهات.

أخرجه أبو بكر النصيبي في فوائده (١٥٨)، قال: حدثنا الحارث [هو: ابن أبي أسامة: ثقة مصنف]: ثنا أبو النضر به.

هكذا أسقط من إسناده ذكر الشعبي، والحديث حديثه عن وراد.

* والحاصل: فإن اختيار البخاري لحديث هشيم عن المغيرة: لأجل اشتهار حديث هشيم هذا، حيث رواه عنه جماعة من كبار الحفاظ والمصنفين، وهو أشهر طرق حديث الشعبي هذا، ومن جهة أخرى: هشيم بن بشير هو أحفظ وأضبط من روى هذا الحديث عن المغيرة عن الشعبي، ولم ينفرد به عن المغيرة، فقد تابعه على إسناده: علي بن عاصم،

<<  <  ج: ص:  >  >>