للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي الحديث «في آخر ليلة من رمضان يتجلى الجبار بالمغفرة. .» ولم يقُلْ: تجلى الغفار بالمغفرة، فلماذا آثر صفة الجبار في مجال المغفرة؟

قالوا: لأن المغفرة تُوحِي بوجود ذنب، والذنب يقتضي العقوبة، وهذه من اختصاص صفة الجبار، فهل تغلَّبتْ صفة الغفار على صفة الجبار، وأخذت اختصاصها؟ لا بل تشفع صفة الغفار عند صفة الجبار: الموقف لكِ أيتها الصفة، لكن نستسمحك في أن نشفع في هؤلاء، فكأن صفات الجمال تشفع عند صفات الجلال.

لذلك، فالذين يُفسِّرون الحديث يقولون: شفع المؤمنون، وشفع الأنبياء، وشفعت الملائكة، وبقيت شفاعة أرحم الراحمين فعند مَنْ سيشفع أرحم الراحمين؟ قالوا: تشفع ذاته عند ذاته، وهكذا

<<  <  ج: ص:  >  >>