أي: صيت حَسَن وشرف ورفْعة كون القرآن يذكر هذا الاسم؛ لأن الاسم إذا ذُكِر في القرآن ذاعَ صِيتُه ودَوَّى الآفاق.
وقلنا في قصة زيد بن حارثة أنه كان عبداً بعد أنْ خُطِف من قومه وَبيع في مكة لخديجة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، ثم وهبته لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ؛ لذلك أطلقوا عليه زيد بن محمد، فلما عَلِم أهله بوجوده في مكة أتى أبوه وعمه، وكلّموا رسول الله في شأن زيد فقال: خَيِّروه.
فلما خَيَّروا زيداً قال: ما كنتُ لأختار على رسول الله أحداً، لذلك أكرمه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وسمَّاه زيدَ بن محمد، فلما أراد الحق سبحانه أن يبطل التبني، ونزل قوله تعالى:{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ ولكن رَّسُولَ الله وَخَاتَمَ النبيين. .}[الأحزاب: ٤٠] وقال: {ادعوهم لآبَآئِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ الله. .}[الأحزاب: ٥]
فلا تقولوا: زيد بن محمد.
وقولوا: زيد بن حارثة، وهنا حَزِنَ زَيْد لهذا التغيير، ورأى أنه خسر به شرفاً عظيماً بانتسابه لمحمد، ولكن الحق سبحانه وتعالى يجبر خاطر زيد، ويجعل اسمه عَلَماً يتردد في قرآن يُتْلَى ويُتعبَّد به إلى يوم القيامة، فكان زيد هو الصحابي الوحيد الذي ورد ذكره باسمه في كتاب الله في قوله تعالى:{فَلَمَّا قضى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا. .}[الأحزاب: ٣٧]
فأيُّ شرف أعلى وأعظم من هذا الشرف؟
ونلحظ في هذه الآية:{ادعوهم لآبَآئِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ الله. .} [