هنا يقول تعالى:{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً. .}[الأنبياء: ٧٢] والنافلة: الزيادة، وقط طلب من ربه ولداً من الصالحين، فبشَّره الله بإسحق ومن بعده يعقوب وجميعهم أنبياء؛ لذلك قال {نَافِلَةً ... }[الأنبياء: ٧٢] يعني: أمر زائد عما طلبتَ؛ فإجابة الدعاء بإسحق، والزيادة بيعقوب، وسرور الإنسان بولده كبير، وبولد ولده أكبر، كما يقولون:«أعز من الوِلْد وِلْد الولد» والإنسان يضمن بقاء ذِكْره في ولده، فإن جاء ولد الولد ضَمِن ذِكْره لجيل آخر.
والهبة جاءت من الله؛ لأن المرأة لم تكُنْ صالحة للإنجاب، بدليل قوله تعالى:{فَأَقْبَلَتِ امرأته فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ}[الذاريات: ٢٩] فردَّ عليها: {قالوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ الله ... }[هود: ٧٣] أي: أنه سبحانه قادر على كل شيء.
ويقولالحق سبحانه:{وَكُلاًّ جَعَلْنَا صَالِحِينَ}[الأنبياء: ٧٢] فالحفيد نافلة وزيادة في عطاء الذرية، ومبالغة في الإكرام، ثم يمتن الله على الجميع بأن يجعلهم صالحين، ويجعلهم أنبياء، كما قال في آية أخرى:{وَكُلاًّ جَعَلْنَا نَبِيّاً}[مريم: ٤٩] . {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ... } .