للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الناس بالحج يَأْتُوكَ رِجَالاً وعلى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميِقٍ لِّيَشْهَدُواْ مَنَافِعَ ... } [الحج: ٢٨] فاللام هنا مكسورة لأنها لام التعليل.

ثم قال بعدها: {ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُواْ بالبيت العتيق} [الحج: ٢٩] فاللام سُكِّنَتْ لأنها لام الأمر.

وفي آيةٍ أخرى جُمِعت اللامان: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ... } [الطلاق: ٧] فجاءتْ لام الأمر مكسورة؛ لأنها في أول الجملة، ولا يُبتدأ في اللغة بساكن، فحُرِّكت بالكسر للتخلص من السكون، ثم يقول سبحانه: {وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّآ آتَاهُ الله ... } [الطلاق: ٧] فجاءت لام الأمر ساكنة؛ لأنها واقعة في وسط الكلام.

لذلك يجب أن يتنبه إلى هذه المسألة كُتَّاب المصحف، وأن يعلموا أن كلام الله غالب، فقد فات أصحاب رسم المصحف أنه مبنيٌّ من أوله إلى آخره على الوصل، حتى في آخر آيات سورة الناس وأول الفاتحة نقول {الذى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ الناس مِنَ الجنة والناس بسم الله الرحمن الرَّحِيم ... } .

فآخِرُ القرآن موصول بأوله، حتى لا ينتهي أبداً. وعليه فلا ترسم {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ... } [الطلاق: ٧] بالكسر، إنما بالسكون، لأنها موصولة بما قبلها.

وكلمة {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} [الروم: ٣٤] تدلُّ على التراخي واستيعاب كل المستقبل، سواء أكان قريباً أم بعيداً، فهي احتياط لمن سيموت بعد الخطاب مباشرة، أو سيموت بعده بوقت طويل.

<<  <  ج: ص:  >  >>