فقُلْتُ لهم ومَا تُغَني صَلاَتِي ... عِيَالي إنما الشْأنُ الزَّكَاةُ
فَيأمُر لي بِكسْر الصّادِ منها ... فَتُصبح ليِ الصِّلات هِي الصَّلاةُ
فلما تجرَّأ عليه أحدهم وسأله: لماذا تعاقب مَنْ لم يعجبك شعره بصلاة مائة ركعة؟ فقال: لأنه إما مسيء وإما محسن، فإنْ كان مسيئاً فهي كفارة لإساءته في شعره، وإنْ كان محسناً فهي كفارة لكذبه فيَّ.
ثم يقول سبحانه في وصفهم:{وَهُمْ بالآخرة هُمْ يُوقِنُونَ}[لقمان: ٤] لأن الإيمان باليوم الآخر يقتضي أنْ نعمل بمنهج الله في (افعل كذا) و (لا تفعل كذا) ، ونحن على يقين من أننا لن نفلت من الله ولن نهرب من عقابه في الآخرة، وأننا مُحَاسبون على أعمالنا، فلم نُخلق عبثاً، ولن نُتْرك سدى، كما قال سبحانه:{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ}[المؤمنون: ١١٥] .
ونلحظ هما في الأسلوب تكرار ضمير الغيبة (هم) فقال: {وَهُمْ بالآخرة هُمْ يُوقِنُونَ}[لقمان: ٤] وهذا يدلُّنا على أن الإيمان بالآخرة أمر مؤكد لا شكَّ فيه، ومع أن الناس يؤمنون بهذا اليوم، ويؤمنون أنهم محاسبون، وأن الله لم يكلفهم عبثاً - مع هذا - يؤكد الحق سبحانه على أمر الآخرة؛ لأنها مسألة بعيدة في نظر الناس، وربما غفلوا عنها لبُعْدها عنهم، ولم لا وهم يغفلون حتى عن الموت الذي يرونه