معاملة تختلف عن معاملتهم لأهل الكتاب، فقال سبحانه:{ويَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الكذب وَهُمْ يَعْلَمُونَ} .
يعلمون ماذا؟ يعلمون ان قولهم كذب، فهم يعرفون الحكم الصحيح وينحرفون عنه، وياليتهم قالوا: إن ذلك الحكم من عند أنفسهم، لكنهم ينسبون ذلك إلى تعاليم دينهم، وتعاليم الدين - كما قلنا - مأخوذة من الله، وهم بذلك - والعياذ بالله - يفترون على الله كذبا بأنه خلق خلقا ثم صنفهم صنفين: صنفاً تؤدى الأمانة له، وصنفاً لا تؤدى الأمانة له، وهكذا كذبوا على الله وعلموا أنهم كاذبون، وهذا هو الافتراء. وهم أيضا يعلمون العقوبة التي تلحق من يكذب على الله ورغم ذلك كذبوا.
لقد حذف الحق في هذه الآية المفعول به فلم يقل:«يعملون كذا» . الحق حين يحذف «المفعول» فهو يريد أن يعمم الفهم ويريد أن يعمم الحركة، إنه سبحانه يريد أن يبلغنا بأن هؤلاء يعلمون أن قولهم هذا كذب، ويعلمون عقوبة ذلك الكذب. . وساعة تأتي قضية منفية ثم يأتي بعدها كلمة «بلى» فإنها تنقض القضية التي سبقتها ومعنى ذلك أنها تُثْبِت ضدها. لقد قالوا:
«ليس علينا في الأميين سبيل» وهذه قضية منفية ب «ليس» ، والحق يقول في الآية التالية:{بلى مَنْ أوفى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}