نوفل» الذي لم يصدق كل ما عرض عليه، و «أمية بن أبي الصلت» ، و «قُسّ بن ساعدة» ، كل هؤلاء بفطرتهم اهتدوا إلى أن هذه الأشياء التي كانت عليها الجاهلية لا تصح ولا يستقيم أن يكون عليها العرب فهؤلاء كانوا قلة وكانوا يسمون بالحنفاء والكثير منهم كان يعبد الأصنام ثم أكرمهم الله ببعثة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.
إذن فقول الحق:{وَلَوْلاَ فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشيطان إِلاَّ قَلِيلاً} أي لأن الحق سبحانه وتعالى بفضله ورحمته لن يدع مجالاً للشيطان في بعض الأشياء. . بل يفضح أمر الشيطان مع المنافقين. فإذا ما فضح أمر الشيطان مع المنافقين أخذكم إلى جانب الحق بعيداً عن الشيطان، فتكون هذه العملية من فضل الله ورحمته.
وبعد ذلك يقول الحق سبحانه مخاطباً سيدنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ:{فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ الله لاَ تُكَلَّفُ ... } .