هذه هي قراءة «حفص» وقرأ الحسن: (قال عذابي أصيب به من أساء) .
صحيح أن كلمة «أساء» وهي من الإساءة فيها ملحظ آخر للمعنى، لكن القراءة الأخرى لم تبعد بالمعنى، وعلى ذلك فكلمة «فتبينوا» تُقْرَأُ مرة «فتثبتوا» ومرة تقرأ «فتبينوا» ، سواء في هذه الآية التي نحن بصددها، أو في الآية التي يقول فيها الحق:{إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فتبينوا}[الحجرات: ٦] .
و «التبين» القصد منه التثبت، والتبين يقتضي الذكاء والفطنة فيرى ملامح إيمان من ألقى إليه بالسلام:{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ ألقى إِلَيْكُمُ السلام}[النساء: ٩٤] .
فالمسلم يجب أن يفطن كيلا يأخذ إنساناً بالشبهات، ولذلك نجد النبي يحزم الأمر مع أسامة بن زيد الذي قتل واحداً بعد أن أعلن هذا الواحد إسلامه، فقال له النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ:«فكيف بلا إله إلا الله. هل شققت عن قلبه» .
ويقول إسامة للرسول: لقد قال الشهادة ليحمي نفسه من الموت. وتكون الإجابة: هل شققت قلبه فعرفت، فكيف بلا إله إلا الله؟! فلقول:«لا إله إلا الله» حرمة.