للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأمر أولا ليختبر قوة إيمان بني إسرائيل. . ومدى قيامهم بتنفيذ التكليف دون تلكؤ أو تمهل. . ولكنهم بدلا من أن يفعلوا ذلك أخذوا في المساومة والتباطؤ: {وَإِذْ قَالَ موسى لِقَوْمِهِ} . . كلمة قوم تطلق على الرجال فقط. . ولذلك يقول القرآن الكريم: {ياأيها الذين آمَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عسى أَن يَكُونُواْ خَيْراً مِّنْهُمْ وَلاَ نِسَآءٌ مِّن نِّسَآءٍ عسى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ} [الحجرات: ١١]

إذن قوم هم الرجال. . لأنهم يقومون على شئون أسرهم ونسائهم. . ولذلك يقول الشاعر العربي:

وما أدري ولست أخال أدري ... أَقَوْمٌ آل حصنٍ أم نساءُ

فالقوامة للرجال. . والمرأة حياتها مبنية على الستر في بيتها. . والرجال يقومون لها بما تحتاج إليه من شئون. . والمفروض أن المرأة سكن لزوجها وبيتها وأولادها وهي في هذا لها مهمة أكبر من مهمة الرجال. . قوله تعالى: {إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ} . . الأمر طلب فعل. وإذا كان الآمر أعلى من المأمور نسميه أمرا. . وإذا كان مساويا له نسميه إلتماسا. . وإذا كان إلى أعلى نسميه رجاء ودعاء. . على أننا لابد أن نلتفت إلى قوله تعالى على لسان زكريا: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً} [آل عمران: ٣٨]

هل هذا أمر من زكريا؟ طبعا لا. لأنه دعاء والدعاء رجاء من الأدنى إلى الأعلى. . قوله تعالى: {الله يَأْمُرُكُمْ} . . لو أن إنسانا يعقل أدنى عقل ثم يطلب منه أن يذبح بقرة. . أهذه تحتاج إلى إيضاح؟ لو كانوا ذبحوا بقرة لكان كل شيء قد تم دون أي جهد.

. فمادام الله قد طلب منهم أن يذبحوا بقرة. . فكل

<<  <  ج: ص:  >  >>