الأرض} . وهل» أو «هنا تخييرية، أو أنّ هنا - كما يقال -» لف ونشر «؟ واللف هو الطي. والنشر هو أن تبسط الشيء وتفرقه.
فما اللف، وما النشر - إذن -؟ مثل ذلك ما يقوله الشاعر:
قلبي وجفني واللسان وخالقي..... لقد ذُكر مُتَعدّد ولكن الأحكام غير مذكورة، هذا هو اللف؛ فجمع المبتداءت دون أن يذكر لكل واحد منها خبره؛ ثم جاء بالأحكام على وفق المحكوم عليه. فأكمل بيت الشعر بقوله:
فقوله:{لِتَسْكُنُواْ فِيهِ} راجع إلى الليل، وقوله:{وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ} راجع إلى النهار. وهنا جاء باللف. ثم جاء بالنشر.
والفساد - كما نعلم - له صُور متعددة، فالفساد في الإنسان قد يعني قتله.
أو قتله وأخذ ماله. أو الاستيلاء على ماله دون قتله. أو إثارة الرعب في نفس الإنسان دون أخذ ماله أو قتله. فكأن كلمة الفساد طوي فيها ألوان الفساد، نفس القتل، أو نفس تقتل مع مال يُسلب ويؤخذ، أو مال يُؤخذ دون نفس تقتل، أو تخويف وتفزيع.
ويقول الحق:{أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأرض} ، والنفي معناه الطرد والإبعاد، والطرد لا يتأتى إلا لثابت مُستقر، والإبعاد لا يتأتى إلا لمُتمكن. إذن، فقبل أن يُنفى لا بد