للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يخطئ. . وبذلك ضمنا أن كل ما ينتهي إليه الرسول صواب. . وأن كل ما وصلنا عن الرسول محكم. . فنطمئن إلى أنه ليس هناك شيء يمكن أن يلقيه الشيطان في تمني الرسول ويصلنا دون أن ينسخ.

فإذا قلنا: إن الله ينسخ ما يلقي الشيطان فما الذي جعلكم تعرفون ما ألقاه الشيطان مادام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يقل لكم إلا المحكم. . ثم من هو الرسول؟ بَشَرٌ أُوحِيَ إليه بمنهج من السماء وأمر بتبليغه. . ومن هو النبي؟ . . بشر أوحي إليه بمنهج.

ولم يؤمر بتبليغه. . ومادام لم يؤمر بتبليغه يكون خاصا بهذا النبي. . ويكون النبي قدوة سلوكية. . لأنه يطبق منهج الرسول الذي قبله فهو لم يأت بجديد.

الآية الكريمة جاءت بكلمتي رسول أو نبي. . إذا كان معنى أمنية الشيطان مستقيما بالنسبة للرسول فهو غير مستقيم بالنسبة للنبي. . لأن النبي لا يقرأ شيئاً، ومادام النبي ذكر في الآية الكريمة فلابد أن يكون للتمني معنى آخر غير القراءة. . لأن النبي لم يأت بكلام يقرؤه على الناس. . فكأنه سيقرأ كلاما محكما ليس فيه أمنية الشيطان أي قراءته.

إن التمني لا يأتي بمعنى قراءة الشيطان. . وأمنية الرسول والنبي أن ينجحا في مهمتهما. . فالرسول كمبلغ لمنهج الله، النبي كأسوة سلوكية. . المعنى هنا يختلف. . الرسول أمنيته أن يبلغ منهج الله. . والشيطان يحاول أن ينزع المنهج من قلوب الناس. . هذا هو المعنى. . والله سبحانه وتعالى حين يحكم آياته ينصر الإيمان ليسود منهج الله في الأرض وتنتظم حركة الناس. . هذا هو المعنى.

وكلمة تمني في هذه الآية الكريمة بمعنى أن الرسول أو النبي يحب أن يسود منهجه الأرض. . والشيطان يلقي العراقيل والله يحكم آياته وينصر الحق. ويجب أن نفهم الآية على هذا المعنى. . وبهذا ينتفي تماما ما يدعيه المستشرقون من أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حينما كان يقرأ ما يوحى إليه يستطيع الشيطان أن يتدخل ويضع كلاما في الوحي. . مستحيل.

وقوله تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الكتاب إِلاَّ أَمَانِيَّ} . . معناها أنه يأتي

<<  <  ج: ص:  >  >>