نقول نعم لأن هذا الميثاق سيحل للمرأة أشياء لا تكون إلا به. . أشياء لا تحل لأبيها أو لأخيها أو أي إنسان عدا زوجها. . والرجل إذا دخل على ابنته وكانت ساقها مكشوفة تسارع بتغطيته. . فإذا دخل عليها زوجها فلا شيء عليها. . إذن هو ميثاق غليظ لأنه دخل مناطق العورة وأباح العورة للزوج والزوجة. . ولذلك يقول الحق تبارك وتعالى:{هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ}[البقرة: ١٨٧]
إن كلا منهما يغطي ويخفي ويستر عورة الآخر. . والأب لا يفرح من انتقال ولاية ابنته إلى غيره. . إلا انتقال هذه الولاية لزوجها. . ويشعر بالقلق عندما تكبر الفتاة ولا تتزوج.
الحق يقول:{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بني إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ الله} هذا الميثاق شمل ثلاثة شروط: {لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ الله} أي تعبدون الله وحده. . وتؤمنون بالتوراة وبموسى نبيا. . لماذا؟ لأن عبادة الله وحده هي قمة الإيمان. . ولكن لا تحدد أنت منهج عبادته سبحانه. . بل الذي يحدد منهج العبادة هو المعبود وليس العابد. . لابد أن تتخذ المنهج المنزل من الله وهو التوراة وتؤمن به. . ثم بعد ذلك تؤمن بموسى نبيا. . لأنه هو الذي نزلت عليه التوراة. . وهو الذي سيبين لك طريق العبادة الصحيحة. وبدون هذه الشروط الثلاثة لا تستقيم عبادة بني إسرائيل. .
وقوله تعالى:{وبالوالدين إِحْسَاناً} لأنهما السبب المباشر في وجودك. . ربياك وأنت صغير، ورعياك، وقوله تعالى:«إحسانا» معناه زيادة على المفروض.
لأنك قد تؤدي الشيء بالقدر المفروض منك. . فالذي يؤدي الصلاة مثلا بقدر الغرض يكون قد أدى. . أما الذي يصلي النوافل ويقوم الليل يكون قد دخل في مجال الإحسان. . أي عطاؤه أكثر من المفروض. . والله تبارك وتعالى يقول: {إِنَّ المتقين فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَآ آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ