ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُواْ قَلِيلاً مِّن الليل مَا يَهْجَعُونَ وبالأسحار هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وفي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لَّلسَّآئِلِ والمحروم} [الذاريات: ١٥ - ١٩]
وهكذا نرى أن الإحسان زيادة على المفروض في الصلاة والتسبيح والصدقة والله تبارك وتعالى يريد منك أن تعطي لوالديك أكثر من المفروض أو من الواجب عليك. .
وقوله تعالى:{وَذِي القربى} . . يحدد الله لنا فيها المرتبة الثانية بالنسبة للإحسان. . فالله جل جلاله أوصانا أن نحسن لوالدينا ونرعى أقاربنا. . ولو أن كل واحد منا قام بهذه العملية ما وجد محتاج أو فقير أو مسكين في المجتمع. . والله يريد مجتمعا لا فقر فيه ولا حقد. . وهذا لا يتأتى إلا بالتراحم والإحسان للوالدين والأقارب. . فيكون لكل محتاج في المجتمع من يكفله. .
ويقول الله سبحانه:«واليتامى» . . واليتيم هو من فقد أباه وهو طفل لم يبلغ مبلغ الرجال. . هذا في الإنسان. . أما في الحيوان فإن اليتيم من فقد أمه. . لأن الأمومة في الحيوان هي الملازمة للطفل، ولأن الأب غير معروف في الحيوان ولكن الأم معروفة. . اليتيم الذي فقد أباه فقد من يعوله ومن يسعى من أجله ومن يدافع عنه. . والله سبحانه وتعالى جعل الأم هي التي تربي وترعى. . والأب يكافح من أجل توفير احتياجات الأسرة. . ولكن الحال إنقلب الآن ولذلك يقول شوقي رَحِمَهُ اللَّهُ: