يجعل الأب لا يخشى أن يترك إبنه بعد وفاته. . إذن فرعاية المجتمع لليتيم تضمن أولا حماية حقه، لأنه إذا كان يتيما وله مال فإن الناس كلهم يطمعون في ماله، لأنه لا يقدر أن يحميه. . هذه واحدة. . والثانية أن هذا التكافل يُذْهِب الحقد من المجتمع ويجعل كل إنسان مطمئنا على أولاده. .
وقوله سبحانه وتعالى:«والمساكين» . . في الماضي كنا نقول إن المساكين هم الذين لا يملكون شيئا على الإطلاق ليقيموا به حياتهم. . إلى أن نزلت الآية الكريمة في سورة الكهف:{أَمَّا السفينة فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي البحر}[الكهف: ٧٩]
فعرفنا أن المسكين قد يملك.
. ولكنه لا يملك ما يكفيه. . وهذا نوع من التكافل الإجتماعي لابد أن يكون موجودا في المجتمع. . حتى يتكافل المجتمع كله. . فأنت إن كنت فقيرا أو مسكينا ويأتيك من رجل غني ما يعينك على حياتك. . فإنك ستتمنى له الخير لأن هذا الخير يصيبك. . ولكن إذا كان هذا الغني لا يعطيك شيئا. . هو يزداد غنى وأنت تزداد فقرا. . تكون النتيجة أن حقده يزداد عليك. .
ويقول الحق سبحانه وتعالى:{وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً} . . كلمة حسنا بضم الحاء ترد بمعنى حسن بفتح الحاء. . والحسن هو ما حسنه الشرع. . ذلك أن العلماء اختلفوا: هل الحسن هو ما حسَّنه الشرع أو ما حسنه العقل؟ نقول: ما حسنه العقل مما لم يرد فيه نص من تحسين الشرع. . لأن العقل قد يختلف في الشيء الواحد. . هذا يعتبره حسنا وهذا يعتبره قبيحا. . والله تبارك وتعالى يقول:{ادع إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بالحكمة والموعظة الحسنة وَجَادِلْهُم بالتي هِيَ أَحْسَنُ}[النحل: ١٢٥]
هذا هو معنى قوله تعالى:{وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً} . . ثم جاء قوله جل