وهذا الحديث موجود في صحيح البخاري. . فقد جعله الله مثلا لبني إسرائيل. . واقرأ قوله سبحانه:{إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لبني إِسْرَائِيلَ}[الزخرف: ٥٩]
قوله تعالى:{وَآتَيْنَا عِيسَى ابن مَرْيَمَ البينات} .
. البينات هي المعجزات مثل إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله وغير ذلك من المعجزات. . وهي الأمور البينة الواضحة على صدق رسالته.
لكننا إذا تأملنا في هذه المعجزات. . نجد أن بعضها نسبت لقدرة الله كإحياء الموتى جاء بعدها بإذن الله. . وبعضها نسبها إلى معجزته كرسول. . ومعروف أنه كرسول يؤيده اللهُ بمعجزات تخرق قوانين الكون. . ولكن هناك فرقاً بين معجزة تعطي كشفاً للرسول. . وبين معجزة لابد أن تتم كل مرة من الله مباشرة. . واقرأ الآية الكريمة:{وَرَسُولاً إلى بني إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أني أَخْلُقُ لَكُمْ مِّنَ الطين كَهَيْئَةِ الطير فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ الله وَأُبْرِىءُ الأكمه والأبرص وَأُحْيِ الموتى بِإِذْنِ الله وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذلك لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}[آل عمران: ٤٩]
وهكذا نرى في الآية الكريمة أنه بينما كان إخبار عيسى لما يأكل الناس وما يدخرون في بيوتهم كشفاً من الله. . كان إحياء الموتى في كل مرة بإذن الله. . وليس كشفا ولا معجزة ذاتية لعيسى عليه السلام. . إن كل رسول كان مؤيداً بروح القدس وهو جبريل عليه السلام. . ولكن الله أيد عيسى بروح القدس دائما معه. . وهذا معنى قوله تعالى:{وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ القدس} . . وأيدناه مشتقة من القوة ومعناها قويناه