للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يَعْلَمُونَ} . . إن الله سبحانه وتعالى يخبرنا أن تعلم السحر يضر ولا ينفع. . فهو لا يجلب نفعا أبدا حتى لمن يشتغل به. . فتجد من يشتغل بالسحر يعتمد في رزقه على غيره من البشر فهم افضل منه. . وهو يظل طوال اليوم يبحث عن إنسان يغريه بأنه يستطيع أن يفعل له أشياء ليأخذ منه مالا، وتجد شكله غير طبيعي وحياته غير مستقرة وأولاده منحرفين. وكل من يعمل بالسحر يموت فقيرا لا يملك شيئا وتصيبه الأمراض المستعصية، ويصبح عبرة في آخر حياته.

إذن فالسحر لا يأتي إلا بالضرر ثم بالفقر ثم بلعنة الله في آخر حياة الساحر. . والذي يشتغل بالسحر يموت كافرا ولا يكون له في الآخرة إلا النار. . ولذلك قد اشتروا أنفسهم بأسوأ الأشياء لو كانوا يعلمون ذلك. . لأنهم لم يأخذوا شيئا إلا الضر. . ولم يفعلوا شيئا إلا التفريق بين الناس. . وهم لا يستطيعون أن يضروا أحدا إلا بإذن الله.

والله سبحانه وتعالى إذا كانت حكمته قد اقتضت أن يكون السحر من فتن الدنيا وابتلاءاتها. . فإنه سبحانه قد حكم على كل من يعمل بالسحر بأنه كافر. . ولذلك لا يجب أن يتعلم الإنسان السحر أو يقرأ عنه. . لأنه وقت تعلمه قد يقول سأفعل الخير ثم يستخدمه في الشر. . كما أن الشياطين التي يستعين بها الساحر غالبا ما تنقلب عليه لتذيقه وبال أمره وتكون شرا عليه وعلى أولاده. . واقرأ قوله سبحانه وتعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإنس يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الجن فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} [الجن: ٦]

أي أن الذي يستعين بالجن ينقلب عليه ويذيقه ألوانا من العذاب. .

<<  <  ج: ص:  >  >>