يجعلاك تشرك بالله فصاحبهما في الدنيا معروفا. . وطبعا الوالدان اللذان يحاولان دفع ابنهما إلى الكفر إنما يحاربان الله ورسوله. . كيف يتم هذا التناقض؟ .
نقول إنكم لم تفهموا المعنى. . إن الإنسان يصنع المعروف فيمن يحب ومن لا يحب كما قلنا. . فقد تجد إنسانا في ضيق وتعطيه مبلغا من المال كمعروف. . دون أن يكون بينك وبينه أي صلة. . أما الود فلا يكون إلا مع من تحب.
إذن:{مَّا يَوَدُّ} معناها حب القلب. . أي أن قلوب اليهود والنصارى والمشركين لا تحب لكم الخير. . إنهم يكرهون أن ينزل عليكم خير من ربكم. . بل هم في الحقيقة لا يريدون أن ينزل عليكم من ربكم أي شيء مما يسمى خيرا. . والخير هو وحي الله ومنهجه ونبوة رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.
وقوله تعالى:{مِّنْ خَيْرٍ} . . أي من أي شيء مما يسمى خير. . فأنت حين تذهب إلى إنسان وتطلب منه مالا يقول لك ما عندي من مال. . أي لا أملك مالا، ولكنه قد يملك جنيها أو جنيهين. . ولا يعتبر هذا مالا يمكن أن يوفي بما تريده. . وتذهب إلى رجل آخر بنفس الغرض تقول أريد مالا. . يقول لك ما عندي من مال. . أي ليس عندي ولا قرش واحد، ما عندي أي مبلغ مما يقال له مال حتى ولو كان عدة قروش. والله سبحانه وتعالى يريدنا أن نفهم أن أهل الكتاب والكفار والمشركين.
. مشتركون في كراهيتهم للمؤمنين. . حتى إنهم لا يريدون أن ينزل عليكم أي شيء من ربكم مما يطلق عليه خير.
وقوله تعالى:{مِّن رَّبِّكُمْ} . . تدل على المصدر الذي يأتي منه الخير من الله. . فكأنهم لا يحبون أن ينزل على المؤمنين خير من الله. . وهو المنهج والرسالة. ثم يقول الحق تبارك وتعالى:{والله يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ} . . أي أن الخير لا يخضع لرغبة الكافرين وأمانيهم. . والله ينزل الخير لمن يشاء. . والله قد قسم بين الناس أمور حياتهم الدنيوية. . فكيف يطلب الكافرون أن يخضع الله منهجه لإرادتهم؟ واقرأ قوله تبارك وتعالى: {وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ هذا القرآن على رَجُلٍ مِّنَ القريتين عَظِيمٍ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِي الحياة الدنيا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ