ومادام هو خالقه وموجده. . فلا يمكن أن يكون هذا الشيء جزءا منه. . لأن الذي يخلق شيئا يكون فاعلا. . والفاعل له مفعول. . والمفعول لا يكون منه أبدا. . هل رأيت واحدا صنع صنعة منه؟ الذي يصنع سيارة مثلا. . هل صنعها من لحمه أو من لحم البشر؟ وكذلك الطائرة والكرسي والساعة والتليفزيون. . هل هذه المصنوعات من جنس الذي صنعها؟ طبعا لا.
إذن مادام ملكية. . فلا يقال إنها من نفس جنس صانعها. . ولا يقال إن الفاعل أوجد من جنسه. . لأن الفاعل لا يوجد من جنسه أبدا. . كل فاعل يوجد شيئا أقل منه. . فقول الله:«سبحانه» . . أي تنزيه له تبارك وتعالى. . لماذا؟ لأن الولد يتخذ لاستبقاء حياة والده التي لا يضمنها له واقع الكون. . فهو يحمل اسمه بعد أن يموت ويرث أملاكه. . إذن هو من أجل بقاء نوعه. . والذي يريد بقاء النوع لا يكفيه أن يكون له ولد واحد.
لو فرضنا جدلا إن له ولداً واحداً فالمفروض أن هذا الولد يكون له. . ولكننا لم نر أولادا لمن زعموا أنه ابن الله. . وعندما وقبلما يوجد الولد ماذا كان الله سبحانه وتعالى يفعل وهو بدون ولد؟ وماذا استجد على الله وعلى كونه بعد أن اتخذ ولدا كما يزعمون. . لم يتغير شيء في الوجود. . إذن إن وجود ولد بالنسبة للإله لم يعطه مظهرا من مظاهر القوة. . لأن الكون قبل أن يوجد الولد المزعوم وبعده لم يتغير فيه شيء.
إذن فما سبب اتخاذ الولد؟ معونة؟ الله لا تضعف قوته. . ضمان للحياة؟ الله حياته أزليه. . هو الذي خلق الحياة وهو الذي يهبها وهو حي لا يموت. . فما هي حاجته لأي ضمان للحياة؟ الحق سبحانه وتعالى تنفعل له الأشياء. . أي أنه قادر على إبراز الشيء بمقتضى حكمه. . وهو جل جلاله له كمال الصفات أزلا. . وبكمال صفاته خلق هذا الكون وأوجده. . لذلك فهو ليس في حاجة إلى أحد من خلقه. . لأنه ساعة خلق كانت له كل صفات القدرة على الخلق. . بل قبل أن يخلق كانت له كل صفات الخالق وبهذه الصفات خلق. . والله سبحانه وتعالى كان خالقا قبل أن يخلق أحدا من خلقه. . وكان رزاقا قبل أن يوجد من يرزقه. . وكان قهارا قبل أن يوجد من يقهره. . وكان توابا قبل أن يوجد من يتوب عليه. . وبهذه الصفات أوجد وخلق ورزق وقهر وتاب على خلقه.