إذن الله سبحانه وتعالى بطلاقة قدرته في الإيجاد قد خلقنا. . وبطلاقة قدرته في إعادة الخلق يحيينا بعد الموت. . بشكلنا ولحمنا وصفاتنا وكل ذرة فينا. . هل هناك دقة بعد ذلك؟ .
لو أننا أتينا بأدق الصناع وأمهرهم وقلنا له: اصنع لنا شيئا تجيده. فلما صنعه قلنا له: اصنع مثله. إنه لا يمكن أن يصنع نموذجا مثله بالمواصفات نفسها؛ لأنه يفتقد المقاييس الدقيقة التي تمده بالمواصفات نفسها التي صنعها. إنه يستطيع أن يعطينا نموذجا متشابها ولكن ليس مثل ما صنع تماما. لكن الله سبحانه وتعالى يتوفى خلقه وساعة القيامة أو ساعة بعثهم يعيدهم بمكوناتهم نفسها التي كانوا عليها دون زيادة أو نقص. وذلك لأنه الله جل جلاله لا يخلق وفق قوالب معينة، وإنما يقول للشيء: كن فيكون.
تقول الآية الكريمة:{بَدِيعُ السماوات والأرض وَإِذَا قضى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} .
«وكن» وردت كثيرا في القرآن الكريم. . وفي اللغة شيء يسمى المشترك. . اللفظ يكون واحدا ومعانيه تختلف حسب السياق. . فمثلا كلمة قضى لها معاني متعددة ولها معنى يجمع كل معانيها. . مرة يأتي بها الحق بمعنى فرغ أو انتهى. . في قوله تعالى:{فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَّنَاسِكَكُمْ فاذكروا الله كَذِكْرِكُمْ آبَآءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً}[البقرة: ٢٠٠]
ومعناها إذا انتهيتم من مناسك الحج. . ومرة يقول سبحانه:{فاقض مَآ أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هذه الحياة الدنيآ}[طه: ٧٢]
والمعنى إفعل ما تريد. . وفي آية أخرى يقول الله تعالى: