ومعنى الآية الكريمة: اطلب منهم يا محمد أن يزيلوا قربهم من الهلاك بالقتال. وهذه القاعدة اللغوية تفسر لنا كثيراً من آيات القرآن الكريم. ففي قوله تعالى:{إِنَّ الساعة آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا}[طه: ١٥] .
الذين يأخذون بالمعنى السطحي يقولون:«أكاد أخفيها» أي أقرب من أن أسترها ولا أجعلها تظهر، ونقول: الهمزة في قوله: «أكاد» هي همزة الإزالة، فيكون معنى «أكاد» أي أنني أكاد أزيل خفاءها بالعلامات الصغرى والعلامات الكبرى التي أخبرنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بها. وبعضهم قد أرهق نفسه في شرح «أكاد أخفيها» ولم ينتبهوا إلى أن إزالة الاشتقاق تأتي إما بتضعيف الحرف الأوسط، وإما بوجود الهمزة. وقول الحق تبارك وتعالى هنا:
{ياأيها النبي حَرِّضِ المؤمنين عَلَى القتال}[الأنفال: ٦٥] .
أي أن الله سبحانه وتعالى يطلب من رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تحريض المؤمنين على الجهاد وكأنه يقول له: ادع قومك إلى أن يبعدوا الدنو من الهلاك عن أنفسهم؛ لأنهم إن لم يجاهدوا لتغلب عليهم أهل الكفر، فأهل الكفر يعيشون في الأرض بمنهج السيطرة والغلبة والجبروت، وحين يجاهدهم المؤمنون إنما ليوقفوهم عند حدهم. ولذلك قال الحق تبارك وتعالى:
{ياأيها النبي حَرِّضِ المؤمنين عَلَى القتال}[الأنفال: ٦٥] .
فكأنهم إن لم يحاربوا أهل الكفر سوف يحيط بهم الهلاك في الدنيا وفي الآخرة. والله سبحانه وتعالى يريد لهم الحياة الآمنة الكريمة في الدنيا والجنة في