للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قليلا إلى هذه الناحية أو تلك بحيث يتم اللقاء. . ولذلك عندما يقولون نأخذ أموال الأغنياء ونوزعها على الفقراء. . نقول لهم وعندما يأتي فقير في المستقبل. . من أين تعطيه بعد أن قضيت على الأغنياء؟ .

وقد سمعت من شخص له تجربة في السياسة والحكم. . قال إن الذي كان يعمل معي وأضاع ماله كله على الخمر والقمار والنساء كان أحسن مني. . لأنني احتفظت بأموالي ونميتها فقالوا إنك إقطاعي وصادروها. . بينما ذلك الذي أسرف لم يفعلوا به شيئا. . قلت إن الله سبحانه وتعالى يريد منك أن تنمي مالك. . لأنك إن لم تنمه ودفعت عنه زكاة ٢. ٥ ... فالمال يفنى خلال أربعين سنة. . ولكن إذا نميت مالك وجاءوا إلى ناتج عملك وأخذوه بدعوى أنك إقطاعي فإنهم يقضون على العمل في المجتمع. . لأنه إذا كنت ستأخذ ناتج عمله بدون حق فلماذا يعمل؟ إن الإسلام جاء ليزيد مجال حركة الحياة ويضمن مال المتحرك. . ليأخذ من ماله زكاة ويعين غير القادر حتى لا يحقد على المجتمع. . هذا وسط.

وقوله تعالى: {لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى الناس} . . فكأن الله سبحانه وتعالى أخبرنا أنه ستحدث في الكون معركة لن يفصل فيها إلا شهادة هذه الأمة. . فاليمين أو الرأسمالية على خطأ، والشيوعية على خطأ. . أما منهج الله الذي وضع الموازين القسط للكون ولحياة الإنسان فهو الصواب. . ثم يخبرنا الحق تبارك وتعالى أن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سيكون شهيدا علينا. . هل كان عملنا وتحركنا مطابقا لما أنزله على رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وبلغه الرسول عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ لنا؟ أم أننا اتبعنا أهواءنا وانحرفنا عن المنهج.

الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سيكون شهيداً علينا في هذه النقطة. . تلك الآية وإن كانت قد بشرت الأمة الوسط بأن العالم سيعود إلى حكمها، فذلك لا يمكن أن يحدث إلا إذا سادت شهادة الحق والعدل فيها:

وقوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا القبلة التي كُنتَ عَلَيْهَآ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرسول مِمَّن يَنقَلِبُ على عَقِبَيْهِ} .

. هذه عودة إلى تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة. . الله تبارك وتعالى لا يفضل اتجاها على اتجاه. . ولذلك فإن الذين يتجهون إلى الكعبة ستختلف اتجاهاتهم حسب موقع بلادهم من الكعبة. . هذا يتجه إلى الشرق. وهذا يتجه إلى الشمال الشرقي. . وهذا يتجه إلى الجنوب الغربي.

<<  <  ج: ص:  >  >>