الرجل، في عدم الحيض أو الحمل أو الولادة، وهي بذلك تكون شبيهة بالرجل.
{يضاهئون قَوْلَ الذين كَفَرُواْ مِن قَبْلُ} والتعقيب هنا إنما يصدر من الحق تبارك وتعالى عليهم، ولم يتركه الحق لنا، وساعة تسمع:{اتخذ الله وَلَداً} فالفطرة الإنسانية تفرض أن يقول السامع لهذا الكلام: قاتلهم الله كيف يقولون هذا؟ وشاء الحق هنا أن يتحملها عنا جميعاً؛ لأننا إن قلنا نحن:«قاتلهم الله أو لعنهم الله» فلا أحد منا يضمن استجابة الدعاء عليهم، فالأمر قد لا يتحقق، ولكن حين يقولها الحق سبحانه وتعالى. فتكون أمراً مقضياً. لذلك يقول الحق:{قَاتَلَهُمُ الله أنى يُؤْفَكُونَ} ، وما معنى قاتلهم الله؟ أنت إذا رأيت فعلاً قبيحاً من فرد، تقول: قاتله الله. لأن حياته تزيد المنكرات، ومثال ذلك من يسب أباه، يقول من يسمعه «قاتله الله» بينما يقول الإنسان منا لإنسان يفعل الخير: «فليعش هذا الرجل الطيب» ؛ لأنك ترى أن حياته فيها خير للناس.
وقول الحق:{قَاتَلَهُمُ الله} أي لعنهم وطردهم، ويقول سبحانه وتعالى:{أنى يُؤْفَكُونَ} ، وكلمة {أنى} ترد بمعنيين، فمرة تعني «من أين؟» ، ومرة أخرى تعني «كيف؟» ، والمثال على معناها الأول قول الحق سبحانه وتعالى على لسان سيدنا زكريا لما دخل على مريم البتول:{أنى لَكِ هذا}[آل عمران: ٣٧] .
قال ذلك لأنه رأى عندها أشياء من الخيرات لم يأت بها إليها، مع أنه هو الذي يكفلها، والمفترض فيه أن يأتي لها بمقومات حياتها، وعندما دخل عليها ووجد شيئاً هو لم يأت به، سألها:{أنى لَكِ هذا} أي: من أين لك هذا؟ فأجابت مريم المصطفاة بما جاء في القرآن الكريم: