للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذاتية وحياتك موهوبة، فسبحانه حي بذاته، ولذلك يجب أن تفرق بين اسمه» الحي «واسمه» المحيي «، فهو حي في ذاته، ومُحْي لغيره، وإن كانت الصفة لله في الذات فهي لا تتعدى إلى الغير، إن الله يوصف بها ولا يوصف بنقيضها، فتقول» حي «ولا تقول المقابل، ولكن إن قلت:» محيي «فأنت تأتي بالمقابل وتقول:» مميت «.

وتقول: «قابض وباسط» و «رحيم وقهار» .

إذن: فصفة الذات يتصف الله بها ولا يتصف بمقابلها، وأما صفة الفعل فيتصف بها ويتصف بمقابلها لأنها في غيره، فسبحانه هو مُحي لغيره، ومميت لغيره، لكنه حي في ذاته. إذن فكلمة {سُبْحَانَهُ} تعني التنزيه ذاتاً، وصفاتٍ، وأفعالاً، وإذا جاء فعل من الله، ويأتي مثله فعل من البشر، نقول: إن فعل الله عَزَّ وَجَلَّ غير فعل البشر لأن فعل الله بلا علاج، ولكن فعل البشر بعلاج، بمعنى أن كل جزئية من الزمن تأخذ قدراً من الفعل، كأن تنقل شيئاً من مكان إلى مكان، فأنت تأخذ وقتاً وزمناً على قدر قوتك، أما فعل الله عَزَّ وَجَلَّ فلا يحتاج إلى زمن، وقوته سبحانه وتعالى لا نهائية.

ولذلك حين قال سيدنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: لقد أسْرِيَ بي إلى بيت المقدس، قال من سمعوه: أتدعي أنك أتيتها في ليلة ونحن نضرب إليها أكباد الإبل شهراً؟ لكن لم يلتفت أحد منهم إلى أن محمداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يقل: لقد ذهبت

<<  <  ج: ص:  >  >>