السلطة الزمنية، وذلك لا يتأتى من الرسول؛ لأن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إنما جاء ليلفت الناس إلى عبادة الله بما شرعه الله، وعيسى عليه السلام هو رسول لم يقم إلا بالبلاغ عن الله، ولكن البعض أخطأ التقدير وظن أنه ابن الله، ولذلك يتابع الحق قوله:
{وَمَآ أمروا إِلاَّ ليعبدوا إلها وَاحِداً لاَّ إله إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} وهكذا يذكر الحق أن الأمر لم يصدر منه سبحانه وتعالى إلا بأن يعبد من يؤمن بالرسالات الإله الواحد. ورسولنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يقول:» خير ما قلته أنا والنبيون: لا إله إلا الله «.
وأنت حين تنظر إلى» لا إله إلا الله «تجد النفي في» لا «والاستثناء من النفي والإثبات في» إلا «، وهذا نفي الألوهية عن غير الله وإثباتها له وحده، وحين نقول:» الله واحدا «فهذا يتضمن الإثبات فقط. ويأخذ الفلاسفة الذين يملكون قوة الأداة والبيان من هذه القضية» الإثبات والنفي «، أو» الموجب والسالب «، ويقولون: كل التقاء بين موجب وسالب إنما يعطي طاقة، والطاقة يمكن استخدامها في الإنارة أو تدار بها آلة، وكذلك الطاقة الإيمانية تحتاج إلى» سالب وموجب «، ويقول الشاعر إقبال:
ويقول سبحانه وتعالى تذليلاً للآية الكريمة:{سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} وحين تسمع كلمة {سُبْحَانَهُ} فاعرف أنها للتنزيه، فلا ذات مثل ذات الله، ولا صفة مثل صفات الله، فالله عني وأنت غني، فهل غناك الحادث مثل غنى الله الأزلي؟ وأنت حي والله حي، فهل حياتك الموقوتة مثل حياته؟ فحياته