لا ينتهي. أي: أن واجب الوجود هو وجود الله وحده سبحانه وتعالى. ولذلك فهو وجود أزلي قديم بلا نهاية، وأبد باقٍ بلا نهاية. وبذلك فهو يخرج عن الزمن.
نأتي بعد ذلك إلى المخلوقات الممكنة، أي التي لها مُوجدٌ، وهي كل ما في الكون ما عدا الله سبحانه وتعالى، ومنها هذه الدنيا التي يعبدها بعض الناس من دون الله، هذه الدنيا ليس لها أزل ولا أبد، فالدنيا لم توجد إلا عندما خلق الله السماوات والأرض، أي ليس لها وجود بلا نهاية. ولكن كان وجودها ببداية. إذن فهي ليست أزلاً، وهي ليست أبداً لأنها تنتهي بيوم القيامة.
ولذلك لا يجتمع في قلب المؤمن حب الله وحب الدنيا؛ لأن الله أزل وأبد، والدنيا لا أزل ولا أبد، بل عمر الدنيا بالنسبة للإنسان هي بمقدار عمره فيها. وقبل ميلاده لا علاقة له بها، وبعد الموت لا علاقة له بها. وحتى إذا أخذنا الدنيا غي عمومها فإن لها بداية ونهاية، فكيف يمكن أن يجتمع في قلب المؤمن حب من لا بداية له ولا نهاية، وحب من له بداية ونهاية؟ لا يجتمعان.
ولذلك قال شيخنا الزمخشري رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: ما دام هذا الكون فيه وجود، يكون الوجود: إما واجباً، وإما ممكناً. والوجود الواجب لله وحده. والوجود الممكن هو كل ما عدا الله، ولا يوجد أزل ولا أبد إلا للحق سبحانه وتعالى.