والخوف متعدد في أشكاله، فهناك مثلاً خوف من الظلام، وخوف من العدو، وخوف من مخاطر الطريق، إذن: فالأمن هنا شمل أشياء متعددة وقد أدخلهم الحق سبحانه في الأمان والطمأنينة من أشياء متعددة.
وقوله تعالى:{يُؤْمِنُ بالله} هو إيمان بالذات، وإيمان بالصفات، وإيمان بالمنهج، وإيمات يسع أمة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كلها، فكأن الإيمان هنا قد تعددت جوانبه. أما الإيمان للمؤمنين فهو تصديق لهم وهذا هو الخير الثاني. وقوله سبحانه {وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ} ؛ لأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شفيع لهم يوم القيامة، وقال:«أمتي أمتي» . وهو رحمة لهم في الدنيا؛ لأنه يقودهم إلى الخير الذي يقودهم إلى سعادة الدنيا ثم إلى جنة الآخرة، ويبعدهم عن الشر والنار؛ فهو صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رحمة تدفع الضرر وتأتي بالخير، والرحمة إنما تأتي باتقاء الضرر.
والله سبحانه وتعالى يقول:{شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ ... }[الإسراء: ٨٢]
الشفاء يعني أن يكون هناك مرض ويشفى الإنسان منه، والرحمة ألا ياتي المرض، فكأن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يبشر بمنهج إذا اتبعه الناس وآمنوا به؛ كان لهم وقاية فلا يصيبهم شر في الدنيا ولا نار في الآخرة.
ويتساءل بعض الناس: لقد قال الحق سبحانه وتعالى: {وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ} والمنافقون قد آمنوا بألسنتهم فقط فما موقفهم؟ نقول: إن الرسول عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ؛ لأنه رحمة فقد احترم كلمة اللسان وصدقهم أمام الناس، أما الحق سبحانه فينزلهم في جهنم.