الله: أنا لصيق بقريش ولي فيها أهل ومال، وليس لي بها غزوة؛ فأردت أن أتخذ يداً عند قريش يعرفونها لي؛ فيحافظوا على أهلي وعلى مالي، وعرفت أن ذلك لا يضرك شيئاً وأن الله ناصرك. وما فعلته ينفعني ولا يضرك، قال: صدقت. وأراد عمر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - أن ينزل عله بسيفه، فقال النبي صلى الله عيله وسلم:» إنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله اطّلَع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم «
لأن أهل بدر دخلوا المعركة بدون عُدَّة، وبدون استعداد، ومع ذلك هانت نفوسهم عليهم، فكأن الله قال: أنتم عملتم ما عليكم، وقد غفرت لكم ما تفعلونه من السيئات.
إذن: فالسابقون من المهاجرين هم أهل بدر وأهل الحديبية، وهم أهل بيعة الرضوان الذين رُدُّوا مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عن العمرة، ثم عقد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مع القرشيين المعاهدة.
والسابقون من الأنصار هم من جاءوا للنبي في مكة، وأعطوا له العزوة وأعطوا له الأمان والعهد، وكانوا اثني عشر في بيعة العقبة الأولى، وخمسة وسبعين في العقبة الثانية. هؤلاء هم السابقون، وأضاف الحق إليهم {والذين اتبعوهم بِإِحْسَانٍ} أي: من يأتي من بعدهم.