وسيدنا عمر له وقفة في هذه الآية، فقد رَضِيَ اللَّهُ عَنْه يقرأها هكذا:«والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار» أي: يعطف كلمة الأنصار على «السابقون» وكانت قد نزلت: {والسابقون الأولون مِنَ المهاجرين والأنصار} ويكمل سيدنا عمر بعد «والأنصار»«الذين اتبعوهم بإحسان» أي: أنه جَعل «الذين ابتعوهم» صفة للأنصار.
وجاء زيد بن ثابت ليقول لسيدنا عمر:«قرأناها على غير هذا الوجه يا ابن الخطاب» . قال: فماذا؟ قال:{والسابقون الأولون مِنَ المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم} .
فقال عمر: ابعث إلى أبيّ بن كعب، وكان ابن كعب حجة في القرآن فقال أبيّ: هكذا سمعتها - كا قال زيد - من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وأنت تبيع القَرَظ في البقيع. أي أن أبيّ بن كعب كان ملازماً للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بينما عمر يبيع القرظ، فضحك عمر وقال: لو قلت شَهِدت أنت وغِبْنا نحن، وقرأها عمر من بعد ذلك كما نزلت.
{والسابقون الأولون مِنَ المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بِإِحْسَانٍ} خصوصاً أن سيدنا أبيّاً البصير بالقرآن جاء بأكثر من دليل من غير هذه الآية فقد قال الحق: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ ... }[الجمعة: ٣]