لكن الذي في دائرة القرابة مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لا يأخذ حتى ما يأخذه الفقير في أمة محمد عليه السلاة والسلام، وكأن الله سبحانه وتعالى يدلنا بذلك على أنه من العيب أن يكون الإنسان منسوباً لآل بيت النبوة، ويكون موضعاً لأخذ الزكاة.
إذن: فالاتِّباع الذي أمر الله تعالى به، هو اتباع الوحي بلاغاً، واتباع ما يُوحَى به تطبيقاً، وسيتطلب هذا مواجهة متاعب كثيرة، وسيلقى عقبات من الجبابرة المنتفعين بالفساد في الأرض، فلا بُدَّ أن يصادموا هذه الدعوات؛ ليحافظوا على سلطاتهم الزمنية، فيأمر الحق سبحانه وتعالى رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بأن يصبر، وفي الأمر بالصبر إشارة إلى أن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُقْبِل على عقبات فَلْيُعِدّ نفسه لتحمُّل هذه العقبات بالبصر.
وفي آية أخرى يأمره الحق سبحانه وتعالى أن يصبر ويصابر هو والمؤمنون. . يقول سبحانه:
أي: إن صبرت، فقد يصبر خَصْمك أيضاً، وهنا عليك أن تصابره، وكلمة «اصبر» توضح أن دعاة منهج الحق سبحانه لا بد أن يتعرضوا لمتاعب، وإلا ما كانت هناك ضرورة لأن يجيء، فلو كان العالم مستقيم الحركة، فما ضرورة المنهج إذن؟