فالقرآن حجة ونور، وهو يهدي البصيرة الفطرية والموجودة في الإنسان {وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ}[هود: ١٧] هو من أنزل عليه الوحي، ويخبرنا عن الحق سبحانه وتعالى ما يوضح لنا أن الخالق الأعلى والقوة المطلقة هو الله سبحانه ويوضح لنا الشاهد مطلوب الله تعالى.
ونحن هنا أمام ثلاثة شهود:
الشاهد الأول: هو الحجة والبينة.
والشاهد الثاني: هو البرهان والبصيرة التي يهتدي إليها العقل، والرسول هو من يبين لنا المنهج بعد الإجمال.
وهذا الرسول جاء من قبله كتاب موسى:
{وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ موسى إِمَاماً وَرَحْمَةً}[هود: ١٧] .
وهذا هو الشاهد الثالث.
ومن لا يلتفت إلى المدلول بالأدلة الثلاثة مقصِّر؛ فمن عنده تلك البينة، ومن سمع الشاهد من الرسول، والشاهد الذي قبله، وهو كتاب موسى