للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جُرحت ساقه جرحاً شديداً، وهو في الطريق إلى الشام، ولحظة أن وصل إلى قصر الخلافة قال الأطباء: لا بد من التخدير لنقطع الساق المريضة، فقال: والله ما أحب أن أغفل عن ربي طرفة عين.

وكان هذا القول يعني أن تجرى له جراحة بتر الساق دون مخدر، فلمَّا قُطعت الساق، وأرادوا أن يأخذوها ليدفنوها؛ لتسبقه إلى الجنة إن شاء الله؛ قال: ابعثوا بها، فجاءوا بها إليه، فأمسكها بيده وقال: اللهم إن كنت قد ابتليت في عضو؛ فقد عافيت في أعضاء.

هكذا نظر المؤمن إلى ما بقي.

وحين يتكلم القرآن الكريم عن مراتب ومراقي الإيمان يقول مرة:

{فأولئك يَدْخُلُونَ الجنة} [غافر: ٤٠] .

ويقول عن أناس آخرين:

{أولئك عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ} [البقرة: ١٥٧] .

والجنة باقية بإبقاء الله لها، ولكن رحمة الله باقية ببقاء الله، وهكذا تكون درجة الرحمة أرقى من درجة الجنة.

وهكذا تجد في كل أمر ما يسمى بالباقيات.

وهنا يقول الحق سبحانه:

<<  <  ج: ص:  >  >>