وهكذا كانت الحديبية هي أعظم نصْر في الإسلام؛ فقد سكنتْ قريش؛ وتفرَّغ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ومَنْ معه لدعوة القبائل المحيطة بها للإسلام.
ولكن الناس لم يتسع ظنُّهم لما بين محمد وربِّه. والعباد دائماً يَعْجلون، والله لا يَعْجل بعَجلةِ العباد حتَّى تبلغَ الأمورُ ما أراد.
«وحين جاءت لحظة التعاقد بين رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وبين قريش في الحُديْبية، وبدأ عليُّ بن أبي طالب في كتابة صيغة المعاهدة، كتب» هذا ما صَالح عليه محمد رسول الله «فاعترض سهيل بن عمرو وقال: لو شهدتُ أنك رسول الله لم أقاتلك، ولكن اكتب:» هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله وسهيل بن عمرو «.
وأصر صحابة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ على أن تُكتب صفة محمد كرسول، لكن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قال:» والله إني لرسول الله وإن كذبتموني. اكتب محمد بن عبد الله «.
ولكن علياً كرَّم الله وجهه يُصِرُّ على أن يكتب صفة محمد كرسول من الله؛ فيُنطق الحق سبحانه رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ليقول لعليّ:» ستسام مثلها فتقبل