ومثل ذلك قد حدث في مملكة سبأ، يقول الحق سبحانه:{فَقَالُواْ رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وظلموا أَنفُسَهُمْ ... }[سبأ: ١٩]
أي: اجعل المسافة بين مكان وآخر بعيدة، كي يتمتع المُسافِر القادرُ بالمناظر الطيبة.
ولاحظنا أيضاً تمادي المشركين من قريش في طلب المعجزات الخارقة؛ بأنْ طلبوا إحياء المَوْتى في قول الحق سبحانه:{أَوْ كُلِّمَ بِهِ الموتى ... }[الرعد: ٣١]
وبعضهم طلب إحياء قصي بن كلاب الجد الأكبر لرسول الله ولقريش؛ ليسألوه: أحَقٌّ ما جاء به محمد؟ ولكن القرآن لم يَأْتِ لِمثْل تلك الأمور؛ وحتى لو كان قد جاء بها لَمَا آمنوا.
ومهمة القرآن تتركز في أنه منهج خَاتَمٌ صالح لكل عصر؛ وتلك معجزته.
ويقول سبحانه:{بَل للَّهِ الأمر جَمِيعاً ... }[الرعد: ٣١]
وكلمة «أمر» تدلُّ على أنه شيء واحد، وكلمة «جميعاً» تدل على مُتعدِّد، وهكذا نجد أن تعدُّد الرسالات والمُعْجِزات إنما يدلُّ على