ومن أسرار عظمة القرآن أن البعض مِمَّنْ يحفظونه لا يملكون أية ثقافة، ولو وقف الواحد من هؤلاء عند كلمة؛ فهو لا يستطيع أن يستكملها بكلمةٍ ذات معنى مُقَارب لها؛ إلى أنْ يردّه حافظٌ آخر للقرآن.
ولكي نعرف دِقّة حِفْظ الحق سبحانه لكتابه الكريم؛ نجد أن البعض قد حاول أن يُدخِل على القرآن ما ليس فيه، وحاول تحريفه من مدخل، يروْنَ أنه قريب من قلب كل مسلم، وهو توقير الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ؛ وجاءوا إلى قول الحق سبحانه:{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ الله والذين مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى الكفار رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ ... }[الفتح: ٢٩]
وأدخلوا في هذه الآية كلمة ليست فيها، وطبعوا مصحفاً غيَّروا فيه تلك الآية بكتابتها «محمد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم» وأرادوا بذلك أن يسرقوا عواطف المسلمين، ولكن العلماء عندما أمسكوا بهذا المصحف أمروا بإعدامه وقالوا:«إن به شيئاً زائداً» ، فردَّ مَنْ طبع المصحف «ولكنها زيادة تحبونها وتُوقّرونها» ، فردَّ العلماء:«إن القرآن توقيفيّ؛ نقرؤه ونطبعه كما نزل» .
وقامت ضَجَّة؛ وحسمها العلماء بأن أيّ زيادة حتى ولو كانت في توقير رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ومحبته لا تجوز في القرآن، لأن علينا أن نحفظ القرآن كما لقَّنه جبريل لمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.