ولهم حَقّ الاختيار، وهم صالحون لهذه ولهذه، والدلالة تأتي للمؤمن وللكافر، دلَّ الله الجميع، فالذي أقبل على الله بإيمان به زاده هُدًى وآتاه تقواه، كما قال تعالى:{والذين اهتدوا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقُوَاهُمْ}[محمد: ١٧] .
وقوله:{وَإِنَّكَ لتهدي إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}[الشورى: ٥٢] .
حيث نفى الحق سبحانه عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الهداية في الأولى، وأثبتها له في الثانية. نلاحظ أن الحدث هنا واحد وهو الهداية، والمتحدَّث عنه واحد هو الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فكيف يثبت حَدَثٌ واحد لمُحْدِثٍ واحد مرّة، وينفيه عنه مرّة؟!
لا بُدَّ أن تكون الجهة مُنفكّة. . في:{إِنَّكَ لاَ تَهْدِي ... }[القصص: ٥٦] .
أي: لا تستطيع أنْ تُدخِل الإيمان في قلب مَنْ تحب، ولكن تدلُّ وترشد فقط، أما هداية الإيمان فبيد الله تعالى يهدي إليه مَنْ عنده استعداد للإيمان، ويَصْرف عنها مَنْ أعرض عنه ورفضهُ.
وكأن الله تعالى في خدمة عبيده، مَنْ أحب شيئاً أعطاه إياه ويسَّره له، وبذلك هدى المؤمن للإيمان، وختم على قَلْب الكافر بالكفر.