للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولذلك تنتفي جميع العصبيات في قصة نوح عليه السلام وولده الكافر، حينما ناداه نوح عليه السلام: {يابني اركب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الكافرين قَالَ سآوي إلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ المآء قَالَ لاَ عَاصِمَ اليوم مِنْ أَمْرِ الله إِلاَّ مَن رَّحِمَ. .} [هود: ٤٢ - ٤٣] .

ويتمسّك نوح بولده، ويحرص كل الحرص على نجاته فيقول: {رَبِّ إِنَّ ابني مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحق. .} [هود: ٤٥] .

فيأتي فَصْل الخطاب في هذه القضية: {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْئَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إني أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الجاهلين} [هود: ٤٦] .

إذن: هذا الولد ليس من أهلك؛ لأن البُنُوة هنا بُنُوة العمل، لا بُنُوة الدم والنَّسَب.

صحيح أن الإنسان يحب العزة ويطلبها لنفسه، ولكن يجب أن تنظر كيف تكون العزة الحقيقية؟ وما أسبابها؟

خُذْ العزة بالله وبالرسول وبالبيئة الإيمانية، يصبح كل الأولاد أولادك؛ لأنهم معك في يقينك بالله وإيمانك به سبحانه. . أما أن تعتز بطريقتك أنت، فتطلب العزة في الولد الذكَر، فمَنْ يُدرِيك أن تجد فيه العزة والعِزوة والمكاثرة؟!

ثم يقول الحق سبحانه: {لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ... } .

<<  <  ج: ص:  >  >>