للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{ياأيها الذين آمَنُواْ اتقوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ. .} [آل عمران: ١٠٢] .

وهذه منزلة عالية في التقوى، لا يقوم بها إلا الخواصّ من عباد الله، شَقَّتْ هذه الآية على الصحابة وقالوا: ومَنْ يستطيع ذلك يا رسول الله؟

فنزلت: {فاتقوا الله مَا استطعتم. .} [التغابن: ١٦] .

وجعل الله تعالى التقوى على قدر الاستطاعة، وهكذا نسخت الآية الأولى مطلوباً، ولكنها بقيت ارتقاء، فَمنْ أراد أنْ يرتقي بتقواه إلى (حَقّ تُقَاتِهِ) فبها ونِعْمت، وأكثر الله من أمثاله وجزاه خيراً، ومَنْ لم يستطع أخذ بالثانية.

ولو نظرنا إلى هاتين الآيتين نظرة أخرى لوجدنا الأولى: {اتقوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ ... } [آل عمران: ١٠٢] .

وإنْ كانت تدعو إلى كثير من التقوى إلا أن العاملين بها قِلَّة، في حين أن الثانية: {فاتقوا الله مَا استطعتم. .} [التغابن: ١٦] .

وإنْ جعلتَ التقوى على قَدْر الاستطاعة إلا أن العاملين بها كثير،

<<  <  ج: ص:  >  >>