للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"وفي يوم الاثنين تاسع جمادى الآخرة (سنة ٧٢٨ هـ) أُخرج ما كان عند الشيخ تقي الدين بن تيمية من الكتب والأوراق والدّواة والقلم، ومُنع من الكتب والمطالعة، وحملت كتُبه في مستهل رجب إلى خزانة الكتب بالعادلية الكبيرة.

قال البرزالي: وكانت نحو ستين مجلدًا، وأربع عشرة ربطة كراريس، فنظر القضاة والفقهاء فيها وتفرَّقوها بينهم؛ وكان سبب ذلك أنه أجاب لما كان رد عليه التقي ابن الأخنائي المالكي في مسألة الزيارة، فرد عليه الشيخ تقي الدين واستجهله وأعلمه أنه قليل البضاعة في العلم، فطلع الأخنائي إلى السُّلطان وشكاه، فرسم السلطان عند ذلك بإخراج ما عنده من ذلك وكان ما كان، كما ذكرنا" (١).

ونقل الحافظ ابن كثير من هذا الكتاب (٢) قطعة من ترجمة البرزالي لرفيقه شيخ الإسلام ابن تيمية جاء فيها على ذكر وفاته وتشييعه خاصة بما لم يشهد له التاريخ مثيلًا إلا في جنازة الإمام المبجل أحمد بن حنبل وأبي بكر بن أبي داود وأضرابهما فقال:

"قال الشيخ علم الدين البِرْزالي في تاريخه: وفي ليلة الاثنين العشرين من ذي القعدة توفي الشيخ الإمام العلامة الفقيه الحافظ الزاهد القدوة شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد ابن شيخنا الإمام العلامة المفتي شهاب الدين أبي المحاسن عبد الحليم ابن الشيخ الإمام شيخ الإسلام أبي البركات عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم محمد ابن تيمية الحرّاني ثم الدمشقي، بقلعة دمشق بالقاعة التي كان محبوسًا فيها، وحضر جمع كثير إلى


(١) البداية والنهاية ١٦/ ٢٠٨.
(٢) البداية والنهاية ١٦/ ٢١٠ - ٢١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>